مراكش.. العالم شهد تحولات جذرية أثرت على أنماط أداء الدول (أكاديمي)

قال أستاذ تدبير المخاطر بكلية الحكامة والاقتصاد والعلوم الاجتماعية بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، المصطفى الرزرازي، اليوم السبت، بمراكش، إن “العالم شهد تحولات جذرية أثرت على جميع أنماط أداء الدول والجماعات والأفراد”، داعيا إلى ضرورة التفكير بشكل جماعي في الجوانب الرئيسية لهذه التحولات.

وأوضح السيد الرزرازي، وهو أيضا رئيس المرصد المغربي حول التطرف والعنف، وباحث بمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، في محاضرة حول موضوع “التغيرات الدولية والتهديدات الإرهابية”، نظمها مركز البحث في الشؤون الجيوسياسية والاستراتيجية الشاملة، وماستر جيوسياسية والعلاقات الدولية، بكلية العلوم القانونية والاقتصادية و الاجتماعية التابعة لجامعة القاضي عياض، أن “العالم شهد تحولات جذرية أثرت على جميع أنماط أداء الدول والجماعات والأفراد، مما أدى إلى تعديل تفاعلاتهم، وتغيرات عميقة في جميع جوانب الحياة، خصوصا في ظل جائحة كوفيد- 19، والحرب في أوكرانيا”.

وأضاف، في هذا الصدد، أن “الوباء ساهم في تسريع التحول الرقمي وزيادة الاعتماد على البنية التحتية الرقمية، مما أدى إلى جعل الحكومات والمنظمات والأفراد أكثر عرضة للتهديدات السيبرانية، والجرائم الإلكترونية”، مذكرا بأن الحرب في أوكرانيا أدت إلى زيادة التوترات في العلاقات بين روسيا والدول الغربية، مما كان له تداعيات على توازن التحالفات. واستعراض، على صعيد آخر، التطورات بمنطقة الساحل، والتهديدات الإرهابية التي تعرضت لها خلال السنوات الأخيرة، مذكرا بأن المنطقة عرفت ارتفاعا في عدد ضحايا الإرهاب بنسبة 43 في المائة خلال سنة 2022 مقارنة مع سنة 2007 التي لم تتجاوز فيها هذه النسبة 1 في المائة.

واعتبر أن “هذه التحولات في الديناميكيات الجيوسياسية يمكن أن تؤثر على التعاون الأمني الدولي والقدرة على مكافحة الإرهاب العابر للحدود بشكل فعال”. وخلص إلى “ضرورة التفكير الجماعي في الجوانب الرئيسية لهذه التحولات على مستوى القارة الافريقية ، ولا سيما بمنطقة الساحل، وايضا في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وذلك بالنظر الى ان منطقة الساحل تواجه العديد من التحديات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأمنية المعقدة، بسبب عدم الاستقرار السياسي المتزايد، والتوترات الجيوسياسية المتزايدة واستخدام تدابير صارمة لمكافحة الإرهاب لردع وتدمير نمو الجماعات الجهادية”. من جهته، قال عبد الرحمان بلكورش، الأستاذ بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بمراكش، في تصريح لقناة (إم 24) الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن “قضية الإرهاب، كتهديد عالمي يجعلها، أكثر من أي وقت مضى ، عاملا خطيرا في زعزعة استقرار الدول والمجتمعات”. وأوضح السيد بلكورش، وهو أيضا رئيس مركز البحث في الشؤون الجيوسياسية والاستراتيجية الشاملة، التابع للكلية، أنه “بمجرد أن نتطرق إلى مسألة الإرهاب، حتى تلوح في الأفق صعوبة التوصل إلى تعريف توافقي، وبما أنه لا توجد دولة محصنة ضد هذه الظاهرة، فقد نفذت جميعها ترسانات قانونية متمايزة ومحددة، وهو نوع من القانون الاستثنائي في التعامل مع هذه الظاهرة”، مشددا على “ضرورة توخي الحذر من التهديدات الارهابية، بالرغم من توفر جميع العناصر لفهم هذه الاشكالية، وبالتالي تجنبها”. وتجدر الإشارة إلى أن مصطفى الرزرازي، الحصل على شهادة الدكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة طوكيو الوطنية عام 1997، ثم دكتوراه في علم النفس الإكلينيكي من جامعة محمد الخامس بالرباط عام 2014، هو خبير في قضايا التطرف والإرهاب، وباحث في الشؤون الاستراتيجية وتدبير الأزمات.

وصدرت للرزرازي، الذي درس بعدة جامعات آسيوية وعربية وأمريكية، العديد من الدراسات حول التطرف والإرهاب، بعدة لغات (عربية وإنجليزية ويابانية وصينية وكورية وفرنسية وإسبانية)، من بينها، على الخصوص، “الأمن القومي ومقومات بناء الوعي بالمصلحة” (2001)، و”دراسة عيادية حول العمليات الانتحارية في العالم المعاصر – بحث حول الديناميكيات النفسية للانتحاريين – الاستشهاديين -” (2014). كما أشرف على إصدار “الكتاب الأبيض حول الإرهاب في المغرب” (2015).2710322118

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.