مراكش.. افتتاح أشغال المؤتمر السنوي ل”رينيو پاك”

افتتحت، أمس الاثنين، بمراكش، أشغال المؤتمر السنوي ل”رينيو پاك” “RenewPAC”، بمشاركة قادة سياسيين ليبراليين وديمقراطيين من افريقيا ومنطقة الكاريبي وأوروبا والمحيط الهادئ.

ويندرج هذا اللقاء رفيع المستوى، الذي تنظمه مجموعة “تجديد أوروبا” “Renew Europe”، وهي كتلة سياسي بالبرلمان الأوروبي، والأممية الليبرالية، وهي اتحاد دولي للأحزاب السياسية الليبرالية من جميع أنحاء العالم، تحت شعار “أوروبا وأفريقيا: تعزيز التعاون الليبرالي”، في إطار استراتيجية مجموعة “تجديد أوروبا”، التي تروم تحفيز التبادلات والأفكار التي من شأنها أن تلهم البلدان الأعضاء والمنظمات الدولية.

وقال جان – كريستوف أوتجين، الرئيس المشارك لمجموعة “تجديد أوروبا”، في افتتاح أشغال هذا المؤتمر، “يجمعنا مؤتمر رينيو پاك بمراكش في لحظة حاسمة، فنحن في خضم مواجهة عالم جديد لما بعد الوباء، مليء بالمعاناة والندوب التي سيستغرق التئامها سنوات. وقد تفاقمت، للأسف، الهوة بين أفريقيا وأوروبا، إذ نواجه تهديدات جديدة لانعدام الأمن في أراضينا، ويهدد تغير المناخ والحرب إمداداتنا الغذائية، وتتعرض مؤسساتنا الديمقراطية لضغوط مستمرة، وليس هناك لحظة أفضل من الآن لاغتنام هذه الفرصة”.

 

وذكر بأن الليبرالية توجد في “جينات” افريقيا وأوروبا، مبرزا أن هذا اللقاء يشكل أرضية لتجديد الحوار بين الأسر الليبرالية وكذا من أجل إيجاد، سويا، حلول للمشاكل الأكثر استعجالا.

من جهتها، حثت رئيسة الأممية الليبرالية، حكيمة الحيطي، ليبراليي الجنوب والشمال على تشكيل جبهة موحدة، لتوحيد أصواتهم وإعطائها زخما أكبر لجعلها مسموعة أكثر. وأضافت أنه “يتعين أن نكون متضامنين أكثر من أي وقت مضى، ونعيد ابتكار نماذج شراكاتنا على أساس الثقة والمعاملة بالمثل، ترتكز على معادلة رابح-رابح. ويتعين علينا اليوم أكثر من أي وقت مضى، أن ننصت لبعضنا البعض وفهم بعضنا البعض حتى لا تؤثر القرارات المتخذة في الشمال على الجنوب أو العكس”.

وأوضحت أنه “على هذا الأساس فقط، سننجح في التغلب على هذه الأزمات متعددة الأبعاد والأزمات بين الأجيال،” داعية إلى ابتكار وصفة لمستقبل من شأنه أن يضمن كرامة المواطنين، وهي كرامة لا يمكن تحقيقها إلا بالسلام واحترام الحرية، واحترام حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين والفرص والديمقراطية، ودول الحق والقانون.

من جانبه، قال جيلبر نويل ويدراوغو، رئيس الشبكة الليبرالية الإفريقية، وهي شبكة من الأحزاب السياسية الديمقراطية الليبرالية في جميع أنحاء القارة الإفريقية، إن الأحداث التي شهدها العالم في السنوات الأخيرة ونقاط الضعف المكشوفة “تفرض علينا النظر إلى العلاقات الثنائية ومتعددة الأطراف بشكل مختلف”.

 

وأوضح ويدراوغو أنه خلال هذه المحطة الجديدة بين إفريقيا وأوروبا وبقية العالم، تلعب الأسر الليبرالية دورا مهما، لا سيما من خلال “رينيو پاك”، مشيرا إلى أن هذا اللقاء بين الليبراليين من إفريقيا وأوروبا “ينبغي أن يندرج ضمن منظور تشكيل القرية العالمية التي سنتركها للأجيال القادمة”. بدوره أكد الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، محمد أوزين، أن السياق الحالي، الذي يشهد سلسلة من الأزمات والتحديات، يدعو إلى مزيد من التعاون لرفع هذه التحديات التي لا تعترف بالحدود.

كما أشاد بعقد هذا اللقاء في مراكش، أرض الضيافة والتسامح، مشيرا إلى أن المؤتمر السنوي ل”رينيو پاك” يمثل أرضية رئيسية لإيجاد حلول للتحديات المشتركة لأوروبا وأفريقيا.

ودعا، في هذا الاتجاه، إلى بناء مستقبل مشترك يقوم على التنمية البشرية والتقدم الاجتماعي، من خلال التحول إلى عالم مستدام للجميع.

وحدد هذا المؤتمر، الذي تتواصل أشغاله إلى غاية 6 دجنبر الجاري، هدفا له يتمثل في تعزيز التعاون وإجراء محادثات وطرح أفكار بين قادة من أوروبا وإفريقيا والكاريبي والمحيط الهادئ. وينشط المشاركون، خلال هذا اللقاء، سلسلة من الموائد المستديرة تتناول مجموعة من المواضيع تهم، على الخصوص، الأمن الغذائي، والتحديات الجديدة الطاقية والعالمية، و الاستثمار ، والهجرة، وتمكين النساء والشباب، والتهديدات الأمنية الراهنة، ومكافحة تغير المناخ، والتجارة المفتوحة والمستدامة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.