مدريد ترفض إسقاط السرية عن مضامين رسالتي دعم الحكم الذاتي والاحتجاج على مغربية سبتة ومليلية
أفادت وسائل إعلام إسبانية أن مدريد جددت رفضها الكشف عن مضامين رسائلها للرباط، سواء تلك التي تتعلق بإعلانها دعم مبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد لحل ملف الصحراء، أو تلك التي تم توجيهها للمغرب للتعبير عن “احتجاجها” من وصف المملكة لسبتة ومليلية بالمدينتين المغربيتين.
ووفق ما نشرت صحيفة “eldebate”، فإن الحكومة الإسبانية المنتهية ولايتها، متشبثة برفضها الكشف عن رسالة بيدرو سانشيز للملك محمد السادس في مارس 2021 للتعبير عن الدعم الإسباني لمغربية الصحراء، بعد أزمة دامت أشهر بسبب استقبال زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية بجواز سفر مزور.
كما أكد المصدر ذاته أن وزارة الخارجية الإسبانية “تحفظت” على نشر محتوى الرسالة التي وجهت للمغرب ردا على وصف سبتة ومليلية بالمغربيتين ماي الفارط، رغم ضغط الأحزاب اليمينية المعارضة لسياسة بيدرو سانشيز، على اعتبار أن ذلك “سيؤدي إلى تأثير سلبي على العلاقات الخارجية”.
وبداية يونيو الفارط، احتجت إسبانيا على رسالة بعثها المغرب إلى المفوضية الأوروبية يحتج فيها على وصف مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، بالإسبانيتين وأنهما حدود الاتحاد الأوروبي في القارة الإفريقية.
ونقلت وسائل إعلام إسبانية آنذاك، أن وزارة الخارجية الإسبانية أرسلت مذكرة لسفارة المغرب بمدريد، بغية الاحتجاج على رسالة الرباط إلى المفوضية الأوروبية.
ونقل موقع الإذاعة الإسبانية الثالثة، أن الرسالة الإسبانية “كانت واضحة وترفض بشكل قاطع المصطلحات التي استخدمتها الحكومة المغربية في خطاب الاحتجاج الصادر إلى المفوضية الأوروبية”.
بدوره، قال الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، مصطفى بايتاس، إن الرسالة المغربية إلى المفوضية الأوروبية جاءت بعد “الانزلاق” الذي وقع فيه نائب رئيس المفوضية الأوروبية بشأن مدينتي سبتة ومليلية “المحتلتين”.
وكان المغرب قد احتج على اعتبار سبتة ومليلية المحتلتين “حدودا للاتحاد الأوروبي”، مؤكدا مغربيتهما، وذلك في مذكرة احتجاجية تقدمت بها وزارة الخارجية المغربية للمفوضية الأوروبية.
وتقدمت وزارة الخارجية المغربية بمذكرة احتجاجية رسمية ردا على “التصريحات العدائية” لنائب رئيس المفوضية الأوروبية المكلف بالهجرة مارغريتيس شيناس، بشأن مدينتي سبتة ومليلية المغربيتين المحتلتين.
ونددت المذكرة الدبلوماسية المغربية التي تم إرسالها عبر سفارة الاتحاد الأوروبي بتصريحات المسؤول الأوروبي، الذي اتهم، المغرب باللجوء إلى “تهديدات متنوعة” واستخدام المهاجرين “كسلاح”، ضد الاتحاد الأوروبي، بحسب ما نقل موقع إلفارو دي مليلية.
وكان اليوناني مارغريتيس شيناس، قد اتهم، خلال مشاركته في منتدى أوروبي حول الأمن والدفاع المنظم في بروكسيل، في كلمته، المغرب باللجوء إلى “تهديدات متنوعة” واستخدام المهاجرين “كسلاح”، ضد الاتحاد الأوروبي، بحسب ما نقل موقع إلفارو دي مليلية.
وذكّرت الرسالة الصادرة عن وزارة الخارجية أن المسؤول اليوناني أطلق “عدة تصريحات معادية للمغرب”، حيث سبق له وفي اليوم الموالي لدخول آلاف المغاربة إلى سبتة يومي 17 و 18 ماي 2021، أن قال في مقابلة مع الإذاعة العامة الإسبانية إن “سبتة هي أوروبا، هذه الحدود أوروبية وما يحدث هناك ليس مشكلة مدريد فقط، إنها مشكلة كل الأوروبيين”، وأضاف “لا أحد يستطيع أن يرهب أو يبتز الاتحاد الأوروبي”.
يذكر أنها ليست المرة الأولى التي تؤكد فيها المملكة، في وثائق رسمية، مغربية سبتة ومليلية، فقد سبق لوزارة الداخلية أن أكدت في رسالة بعثتها في شتنبر 2022 إلى الأمم المتحدة، أن “المغرب ليس له حدود برية مع إسبانيا”، ردا على طلب من مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان بشأن ملابسات المحيطة بوفاة العديد من المهاجرين يوم 26 ماي من السنة الماضية عند محاولتهم دخول مليلية.