قنوات لعرايشي تعكر فرحة المغاربة بأسود الأطلس

استغرقت التغطية الإعلامية لكأس العالم فيفا قطر 2022 مدة شهر بالتمام والكمال، وخلال هذه المناسبة شهدنا منافسة إعلامية شرسة، حيث جندت جل الشركات والشبكات الإعلامية عبر العالم كل وسائلها وتسخيرها، من أجل تقديم أفضل تغطية ممكنة تليق بمحفل كروي من حجم المونديال.

خلال هذا الشهر الكروي قدمت هذه الشركات دورات تدريبية مجانية في التغطية والإرسال والنقل والبث المباشر للبعض، لكن يبدو أن الشركة الوطنية للإذاعة والتلفازة خاصتنا لم تستفد من هذا الجانب أو ربما أنها ترفض التطوير، وتأبى إلا أن تستمر في تغطيتها المتخلفة، التي قضت مضجعها منذ سنين بعيدة، حينما كان الشخص الواحد يعمل كمصور ومراسل ومعلق..إلخ في آن واحد، ناهيك عن البرمجة المحتشمة للمونديال بعد أن نجحت في اقتناء حقوق بث المباريات من ضرائب المواطنين، والانتقادات الواسعة التي تلقتها من بثها أرضيا وحرمان ملايين المغاربة من مشاهدة الأسود.

بالأمس تفجرت تلك القنبلة الموقوتة وشاهدنا جميعا تغطية كارثية في حق وفد أسود الأطلس ومسارهم المتألق والمتميز في كأس العالم، والذي ختم بمسك النصف النهائي، تغطية يمكن تصنيفها بالبدائية ودون المستوى مقارنة بحجم الإمكانيات المالية المتاحة للشركة واحتكارها للسوق الإعلامية الوطنية.

هذا التعكير لمزاج المغاربة جذب انتقادات كبيرة للشركة، حيث قال الناشط الحقوقي، محمد الغلوسي “أموال عمومية ضخمة تصرف على قنوات العرايشي، قنوات القطب العمومي وللأسف الشديد يبدو أن إعلامنا العمومي لازال غارقا في التخلف، إذ شاهدنا بؤس هذا الإعلام خلال متابعته للمونديال ونقل مباريات المنتخب الوطني ،واليوم يصر العرايشي على تذكيرنا بأنه وفي لأسلوب عفا عنه الزمن”.

وأضاف في تدوينة نشرها على حسابه “فيسبوك” كاميرات تبدو أن كاميرات الهواتف وهي بيد هواة أحسن منها وتعليق دون المستوى يجعلك تشعر بالتقزز وانت تسمع الإعتداء على اللغة العربية وبأسلوب فج وكأن الأمر يتعلق بدردشة في مقهى !!،لو كان الأمر يتعلق بإعلام عمومي مهني لجعل المغاربة اليوم يعيشون الفرح بكل وجدانهم في بيوتهم وخارجها ،إنه فشل ذريع في التعبير عن مشاعرنا الجميلة جميعا اتجاه منتخبنا”.

وتساءل الناشط الحقوقي “لا أعرف لماذا تصرف كل هذه الأموال على إعلام لا يستطيع حتى التجاوب مع لحظات فرح المغاربة، أموال لا تخصص حتى لشراء الكاميرات وكل المعدات الضرورية لنقل أحداث مهمة كحدث قدوم أبطال المغرب وإبهارهم العالم ،أبطال كسبوا قلوب العالم وخسر إعلامنا في ترجمة ذلك على أرض الواقع !!”

وأشار الغلوسي أن الجمعية المغربية لحماية المال العام طالبت ب”ضرورة إجراء إفتحاص دقيق وشامل للأموال العمومية التي صرفت على الإعلام العمومي لتحديد أوجه صرفها وجدوى صرفها وتقييم شامل لبرامج قنوات القطب العمومي ،واليوم نجدد مطالبنا بخصوص ذلك لأن هناك من يصر على إحتقار ذكاء المغاربة والتنغيص عليهم والإبقاء على الرداءة عنوانا وقدرا محتوما”

وتابع الغلوسي في التدوينة ذاتها “إن مهزلة الإعلام العمومي تقتضي محاسبة المسؤولين عن الرداءة وتقديمنا للعالم كأمة لا تاريخ لها، لابد من محاسبة حقيقية للساهرين على إعلامنا العمومي، والذي أثبت اليوم أنه بعيد عن أبجديات المهنية والحرفية أشعر بخجل كبير أمام هذه الرداءة، والتي لايستحقها المغاربة ،لحظات فرح وحب وسعادة وشموخ وكبرياء يحولها الإعلام العمومي إلى “تبهديلة”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.