رشيد البطاح ومهمة الناطق الرسمي..بين التواصل والتحديات

تعتبر مهمة الناطق الرسمي لأي نادي رياضي مسؤولية كبيرة تتطلب حس الحذر والحكمة في التعامل مع وسائل الإعلام والجمهور، وإن كانت الرياضة تعلمنا شيئًا، فهي تعلمنا الروح الرياضية والاحترام المتبادل، ولكن في بعض الأحيان، يتورط الناطق الرسمي أو أحد أعضاء النادي في تصرفات غير ملائمة تجاه الجمهور، مما يثير جدلاً ويتسبب في تدهور العلاقة بين النادي ومحبيه.

وهذا ما حدث مؤخرًا مع رشيد البطاح، الناطق الرسمي لنادي حسنية أكادير، الذي اندلعت منه تصرفات غير لائقة خلال مشهد لا يليق بمكانه وبفريق عريق مثل الحسنية، وفي هذا المقال، سنستعرض الأبعاد المختلفة لهذه القضية ونناقش أهمية تقبل ردة الفعل الجماهيرية ودور الناطق الرسمي في بناء العلاقة بين النادي وجمهوره.

 

الجمهورروح النادي

لا يختلف إثنان أن الجمهور هو المكون الأساسي لأي نادي رياضي، فهم من يدعمون الفريق ويحضرون المباريات، وهم الذين يضفون الحماس والإلهام على اللاعبين، وعندما ينزعج ويغضب الجمهور من أداء الفريق أو نتائجه السلبية، لا يمكنه سوى توجيه اللوم والانتقاد نحو الإدارة، التي ينبغي ان تكون ردة فعلها ملائمة وحكيمة في التعامل مع ردود فعل المناصرين وأن تتجاوب وتتفاعل معم برزانة، وهنا يأتي دور الناطق الرسمي في تهدئة الأوضاع وتجنب التصريحات القاسية، التي يمكن أن تزيد من حدة الجدل، عكس ما فعله رشيد البطاح الناطق الرسمي لنادي حسنية أكادير، الذي لم يكن حكيما في التعامل مع استياء الجماهير من تعثر ناديها للمرة الثانية في الدوري.

 

رشيد البطاح وتصرفاته

من الواضح أن رشيد البطاح لم يكن على ارتفاع المهمة التي تقع على عاتقه كناطق رسمي، بعدما انخرط في تبادل السب والشتم مع بعض جماهير الغزالة السوسية بعد خسارة الفريق، مما أثار استياءً كبيرًا، وهذا السلوك غير المهني لا يمكن تبريره بأي حال من الأحوال، لذلك يجب على الناطق الرسمي “البطاح” أن يتعامل بحذر ويعبر عن الرأي بشكل محترم وبناء، حتى في الظروف الصعبة.

السب والشتم ليسوا فقط غير مقبولين أخلاقيًا، بل إنهم يساهمون أيضًا في تفاقم التوتر والانقسام داخل النادي وبين الجماهير، بل يمكن أن يؤدي هذا النوع من السلوك أيضا إلى تدهور العلاقة بين النادي ومحبيه، وبالتالي يمكن أن يؤثر على دعم الجمهور ومصداقية النادي.

تأثيرات هذا التصرف:

لم يقتصر تأثير تصرف رشيد البطاح على تحفيز الجماهير للغضب فقط، بل أثر أيضا سلبا على صورة نادي حسنية أكادير والرياضة بشكل عام، فقد تم تداول مقاطع الفيديو والصور لهذا الحادث بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، مما زاد من حدة الانتقادات والسخرية، وزاد الطين بلة بسبب تعثر الفريق أمام ضيفه المغرب التطواني، بهدفين نظيفين، برسم الجولة الثالثة من البطولة الوطنية الاحترافية.

تقبل ردة الفعل الجماهيرية

للجمهور الحق في التعبير عن رأيه والانتقاد عند الحاجة، والاحتجاج الجماهيري هو جزء من جوهر الرياضة، ويمكن أن يكون محفزًا لتحسين الأداء في مستقبل النادي، ويجب على النادي وإدارته أن يستمعوا بجدية لمطالب الجماهير ويعملوا على تلبيتها، لكن لابد من الإشارة إلى أن ردة فعل الجمهور غير مقبولة بتاتا بسبب سبها وشتمها لوالدا “البطاح”.

العقوبات والتأديب

فيما يتعلق بالسلوك غير المهني لرشيد البطاح، فالنادي مطالب باتخاذ إجراءات مناسبة لمعاقبته، هذا يمكن أن يشمل إيقافه عن القيام بدوره كناطق رسمي أو تطبيق عقوبات أخرى تناسب الخطأ، بالإضافة إلى ذلك، يجب على اللجنة التأديبية بالجامعة أن تنظر في هذا الموضوع وتتخذ الإجراءات اللازمة كون “البطاح” عضو جامعي وسلوكه من شأنه أن يسيء للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والمجهوذات المبذولة من أجل تسويق صورة تليق بالرياضة الوطنية.

ختما، في نهاية المطاف، يجب أن يكون الناطق الرسمي للنادي على علم بأهمية دوره وضرورة التعبير عن الرأي بطريقة تحترم قيم الروح الرياضية والاحترام المتبادل، فالجمهور هو القوة الدافعة للأندية الرياضية، ويجب أن يكون هناك دائمًا جسر من التواصل والاحترام بين النادي وجمهوره، كما يستوجب على هذا الأخير

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.