دراسة: المغرب في حالة من العجز المطلق على الصعيد المائي

صنفت  دراسة حديثة لمركز “أطلس العالمي للماء”،  المغرب ضمن الدول “الأشد فقرا” في العالم من حيث وفرة الماء، إذ يعيش المغرب حالة من العجز المطلق في هذا الباب.

وتكشف الدراسة التي أعدها الأستاذ الجامعي دافيد بلانكون أن المغرب يشكل انطلاقة لحزام مائي شديد الندرة في اتجاه باكستان، كما يعد “من الدول الإفريقية الأشد فقرا على مستوى المياه، إلى جانب كل من الجزائر وتونس وليبيا ومصر، إضافة إلى جنوب إفريقيا والسودان وغيرها من الدول التي لا تتعدى مساحة مخزونها من الماء العذب في السنة، 1000 متر مكعب لكل نسمة”.

وتذهب ذات الدراسة إلى أن “الوضع المائي بالمغرب في حالة العجز المطلق، إذ تعيش البلاد رفقة دول جنوب البحر الأبيض المتوسط في حالة إجهاد مائي كبير. كما أن الموارد المائية في هاته البلدان غير موزعة بشكل متساو بين الأقاليم”.

واعتمدت الدراسة في تقييمها لمؤشر الفقر المائي لدى المغرب، إلى نسب وجود المياه ونوعيتها وإمكانية الوصول إليها مع نوعية التدبير المائي لها، إضافة إلى أنواع الاستخدامات للثروة المائية، مع تحديد مدى احترام السلطات للبيئة في منشآت الاستغلال المائي؛ وهي المؤشرات التي بدت ضئيلة ومنها المنعدم، لتضع المغرب في حالة النقد أو في وضعية الفقر المائي التدبيري السيء جدا”.

ويبرز أستاذ الجغرافيا بجامعة “باريس نانتير”، ضمن دراسته، أن “مخزون المياه بدول شمال إفريقيا، في مقدمتها المغرب، يعرف نقصا متواصلا؛ فقد بلغ احتياطي المملكة من الماء في سنة 2018 مائة متر مكعب، في وقت عرفت فيه الجارة الإسبانية مخزونا يفوق 200 متر مكعب من السنة نفسها؛ وهي المعطيات التي تتقارب مع جل الدول الأوروبية المطلة على بحر الأبيض المتوسط، باستثناء ألبانيا وسلوفينيا والبوسنة والهرسك”.

هذا ويتعارض  “الإجهاد المائي بمنطقة الشمال الإفريقي مع سياسات السكان القدامى الذين عاشوا في المنطقة، والذين حرصوا على عدم الإفراط في استغلال المياه، عبر وضع نظام سقي عقلاني في الواحات، وتجنب استغلال المياه الجوفية، وما يحدث في هاته المنطقة في العصر الحالي هو خرق لهاته السياسة القديمة”.

 

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.