خبراء يتدارسون بمراكش تأثير التنمية المستدامة على سلاسل الإنتاج العالمية

شكل موضوع تأثير التنمية المستدامة على سلاسل الإنتاج العالمية ودورها في تعزيز مستقبل شامل ومستدام، محور جلسة رفيعة المستوى نظمت، أمس الأربعاء بمراكش، بمشاركة نخبة من الخبراء المغاربة والأجانب. وكانت هذه الجلسة، التي ع قدت على هامش ندوة دولية نظمها مجلس المنافسة بشراكة مع الاتحاد الأوروبي حول موضوع “التنمية المستدامة: تحدي تنافسي ومحفز للنمو”، فرصة لمناقشة العديد من المواضيع المهمة وخاصة تأثير التحول نحو الاقتصاد الأخضر على التنافسية وتمويل التنمية المستدامة، وتأثير التنمية المستدامة على سلاسل الإنتاج العالمية، وتحديات الاستهلاك المسؤول ومشكلة التضخم.

وفي كلمة بالمناسبة، أكد مدير الوكالة المغربية للأمن والسلامة في المجالين النووي والإشعاعي، سعيد ملين، على أهمية التحول الشامل والعادل في مجال الطاقة بإفريقيا، التي لا يحصل نصف سكانها على الكهرباء، داعيا إلى حلول إفريقية لفائدة السكان الأفارقة الذين يعتبرون تعزيز التنمية المستدامة أمرا أساسيا بالنسبة لهم.

 

وأشار إلى أن عواقب تغير المناخ أصبحت واضحة بالفعل في جميع أنحاء العالم، وهو أمر ثابت يتطلب زيادة استخدام الطاقات المتجددة بمشاركة جميع الأطراف المعنية.

وسلط السيد ملين، الضوء على المؤهلات الكبيرة التي يزخر بها المغرب والقادرة على تحقيق تحول ناجح في مجال الطاقة، وكذل الجهود التي تبذلها المملكة في مجال التحول الطاقي، وذلك بفضل الإرادة السياسية القوية ومشاركة القطاع المالي لتحقيق التنمية الخضراء.

من جانبها، أكدت نائبة رئيس لجنة المنافسة اليونانية، هارا نيكولوبولو، على مبدأ الشفافية باعتباره رافعة للاستدامة في سلاسل الإنتاج، مع التركيز على ضرورة الانفتاح والوضوح في تدفق المعلومات والعمليات والممارسات داخل سلاسل التوريد.

واعتبرت أن الأمر يتعلق أيضا بضمان مراقبة أصول المواد والمنتجات والكشف عنها، وبالتالي السماح للمستهلكين وأصحاب المصلحة باتخاذ خيارات صائبة.

 

كما دعت السيدة نيكولوبولو، إلى تشجيع الابتكار في الممارسات المستدامة، مثل استخدام الطاقة المتجددة والمواد الصديقة للبيئة والتكنولوجيات الجديدة لتحسين استدامة سلاسل التوريد، مع تسليط الضوء على أهمية الحد من النفايات ومكافحة استنزاف الموارد من خلال تصميم منتجات من أجل إعادة الاستخدام والتجديد وإعادة التدوير.

أما رئيسة لجنة المنافسة في جنوب إفريقيا، دوريس تشيبي، فأكدت على الظروف التي تتيح خلق سوق إفريقية شاملة وعادلة ومتطورة وتمكن من مكافحة التضخم.

ودعت إلى دعم التجارة العابرة للحدود لفائدة الاقتصاد الإفريقي، معربة عن أسفها للمنافسة غير المواتية بين الدول الإفريقية، في الوقت الذي تتطلع فيه القارة إلى منطقة تجارة حرة.

من جانبه، ذكر البروفيسور في جامعة كوين ماري بلندن، إيوانيس كوكوريس، بجائحة كوفيد-19 التي كشفت عن هشاشة خطيرة في مجموعة واسعة من خطوط الإمداد العالمية، مشيرا إلى أن هذه الأزمة العالمية دفعت الحكومات إلى إعادة التفكير في عملية سلاسل التوريد وأمن التوريد.

وأشار إلى أنه استجابة للوباء، قامت العديد من الدول التي تسعى إلى حماية سيادتها الاقتصادية، بإدخال أو تحديث أنظمة مراقبة الاستثمار الأجنبي لأسباب تتعلق بالأمن القومي. واعتبر متحدثون آخرون أن تعزيز وتطوير معايير دولية جديدة مرتبطة بالتنمية المستدامة يتطلب نقلا حقيقيا للتكنولوجيات وبناء القدرات.

يشار إلى أن هذه الندوة الدولية، التي عرفت مشاركة رؤساء هيئات المنافسة بعدد من الدول، وكذا ممثلي مؤسسات وطنية ودولية، توخت تقديم الأدوات التي تمكن هيئات المنافسة من المساهمة الفاعلة في تعزيز الإستدامة والوقوف عند ممكنات وأساليب تدخل القطاع الخاص في النهوض بها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.