بوزنيقة.. قيادات نقابية من المغرب والخارج تبرز الترابط بين النقل المستدام وضمان الأمن الغذائي

أبرزت قيادات نقابية من المغرب والخارج، خلال ندوة دولية نظمت اليوم الاثنين ببوزنيقة، حول موضوع “النقل المستدام محرك التنمية المستدامة، ورافعة للاقتصاد وصحة البيئة، وضامن للأمن الغذائي في العالم”، الترابط القائم بين تطوير منظومة النقل المستدام وضمان الأمن الغذائي.

وذكرت هذه القيادات، خلال هذه الندوة التي نظمتها المنظمة الديمقراطية للشغل، بشراكة مع الاتحاد الدولي لنقابات النقل والموانئ والصيد البحري والتواصل، بالدور الرئيسي الذي لعبه قطاع النقل أثناء جائحة فيروس كوفيد-19 في نقل أساسيات وضروريات الحياه بين دول العالم، داعية إلى تسريع التحول نحو النقل المستدام من خلال زيادة الجهود الوطنية والتعاون الدولي.

وفي هذا الصدد، أشار علي لطفي، الكاتب العام للمنظمة الديمقراطية للشغل، إلى أن النقل المستدام تم دمجه في العديد من أهداف وغايات التنمية المستدامة 2030، لاسيما تلك المتعلقة بالأمن الغذائي والصحة والطاقة والبنية التحتية، وكذا في الاتفاقية الإطار بشأن التغير المناخي، مضيفا أن أنظمة النقل المستدام تعتبر محركا رئيسيا للنمو الاقتصادي وتسمح بتكامل أفضل للاقتصاد مع احترام البيئة، وتعزيز العدالة الاجتماعية والقدرة على التكيف للمدن والروابط الحضرية والريفية.

وتابع أنه لكي يكون التنقل مستداما يجب أن يكون فعالا وآمنا ومنصفا ومتكاملا ومتوافقا مع صحة الإنسان والنظم البيئية، وأن يحد من استهلاك الموارد ويعزز الدينامية الاقتصادية ويتحمل المسؤولية الاجتماعية، لافتا إلى أن السلامة على الطرق تعتبر تحديا رئيسيا آخر لقطاع النقل، حيث تتسبب حوادث المرور في وقوع أكثر من 1.35 مليون ضحية سنويا، 93 في المائة منهم في البلدان النامية.

كما دعا السيد لطفي إلى سن سياسات فعالة تضمن احترام حقوق وامتيازات جميع المتخصصين في مجالات النقل الطرقي، والسككي، والبحري، والنهري، والنقل العام الحضري، والصيد البحري، والموانئ، وتحسين معيشتهم وظروف عملهم، مشيرا إلى أن مليارات الأشخاص حول العالم يعتمدون على النقل البحري في حياتهم، باعتباره حجر الزاوية في التجارة الدولية، والطريقة الأكثر فعالية من حيث التكلفة واستهلاك الوقود لنقل البضائع.

من جانبه، ذكر حسام الدين مصطفى، رئيس النقابة العامة لأعمال النقل البحري بمصر، ونائب رئيس الاتحاد الدولي لنقابات النقل والموانئ والصيد البحري والتواصل، أن الوباء تسبب في شل الحياة في جميع دول العالم، لكن نشاط قطاع النقل لم يتوقف وتحدى عمال هذا القطاع الفيروس وواصلوا دورهم فى نقل المواد الغذائية والأدوية والأمصال للمناطق المنكوبة.

وأشار إلى أن النقل المستدام يمكن أن يكون المحرك لتعقب المشكلات الصعبة مثل القضاء على الفقر بكل أشكاله، والحد من عدم المساواة وتمكين المرأة، ومكافحة التغيرات المناخية، لافتا إلى أن تحقيق هذه الأهداف لن يتم إلا بفهم واع ومحاولة الاستفادة من الترابط بين النقل المستدام والتنمية المستدامة.

واعتبر أن التقدم العلمي و التطبيق السريع للتكنولوجيا الحديثة ضروريان للانتقال نحو النقل المستدام بالسرعة والمعايير المطلوبة من أجل توفير سبل السلامة واستخدام الوقود والمحركات التي لا تضر البيئة، فضلا عن الرقمنة والتطبيقات التي تنظم البيانات واستخدام تقنيات النقل الذكي للنهوض بالنقل المستدام.

من جهته، قال علي ريزا (تركيا)، الكاتب العام للاتحاد الدولي لنقابات النقل والموانئ والصيد البحري والتواصل، إنه “في عالم اليوم، يخضع حصول الشعوب على غذاء صحي وآمن لسيطرة الاحتكارات الدولية التي تعمل في هذا القطاع والتي تعطي الأولية لزيادة أرباحها”.

ودعا في هذا الصدد النقابات المنضوية تحت لواء الاتحاد إلى تكثيف النضال والجهود للمساهمة في حصول الشعوب على غذاء صحي وآمن، مضيفا أنه يتعين على العمال العاملين في إنتاج الأغذية وتوصيلها أن يتحدوا وينظموا أنفسهم في نقابات عمالية حتى تتمكن الشعوب من الوصول إلى غذاء صحي وآمن في جميع أنحاء العالم.

ويتضمن جدول أعمال هذه الندوة الدولية، التي تنظم على هامش اجتماع الهيئة التنفيذية للاتحاد الدولي لنقابات النقل والموانئ والصيد البحري والتواصل، مداخلات تهم على الخصوص “دور مقاولات النقل واللوجسيتك في ضمان الأمن الغذائي”، و”تعميم الحماية الاجتماعية في المغرب، مهنيو النقل والصيد البحري كنموذج”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.