اليوم العالمي للمآثر والمواقع التاريخية.. موعد سنوي لإبراز قيمة التراث وأهمية الحفاظ عليه للأجيال المقبلة

يعد اليوم العالمي للمآثر والمواقع التاريخية الذي يصادف 18 أبريل من كل سنة، موعدا سنويا لتسليط الضوء على قيمة التراث الثقافي الذي راكمته الحضارة الإنسانية، ومناسبة لتحسيس المجتمعات بأهمية حماية هذا التراث والحفاظ عليه للأجيال المقبلة.

ومن أجل الاحتفال بهذا اليوم العالمي اختار المجلس الدولي للمعالم والمواقع (إيكوموس) هذه السنة موضوع ” التراث في تحول “، شعارا يبرز من خلاله حاجة العالم أكثر من أي وقت مضى إلى صيانة وحماية التراث العالمي والمواقع الأثرية في مختلف دول العالم وبذل المزيد من الجهود للحفاظ عليها.

كما يرغب المجلس، اعتمادا على الموضوع الذي تم اختياره لهذا العام، في توعية الجمهور بالتحديات التي تطرحها التغيرات المناخية رغم الجهود المبذولة من طرف مختلف الفاعلين لصون المواقع التاريخية من أي أضرار قد تطالها.

وأكد المجلس عبر موقعه الإلكتروني أن اليوم العالمي للمآثر والمواقع التاريخية يعد مناسبة تتيح تقديم استراتيجيات تبرز أهمية البحوث المتعلقة بالتراث في توفير السبل لمقاومة التغيرات المناخية.

كما يشكل مناسبة للتفكير في كيف يمكن للحفاظ على التراث الثقافي أن يحفز على العمل المناخي ، ودور التراث كمحرك ومحفز للتنمية المستدامة، وكيف تساهم أنظمة المعرفة في تطوير تدابير قابلة للتكيف مع التغيرات المناخية.

ودعا المجلس في هذا الصدد، إلى تنظيم موائد مستديرة، وندوات عبر الإنترنت وحملات على شبكات التواصل الاجتماعي واقتراح ورشات للاحتفال بهذا الموعد السنوي.

وبالمغرب يشكل اليوم العالمي للمآثر والمواقع التاريخية مناسبة لإبراز غنى وتنوع وتعدد مآثره ومواقعه التاريخية، التي تعتبر صلة وصل بين الماضي والحاضر، حيث تبذل الجهود لتثمين تراث مختلف المدن المغربية وما تزخر به من منارات وأسوار وأبواب أثرية وقصبات ومعالم ومواقع تاريخية.

وقد أعطيت السنة الماضية انطلاقة علامة التميز ” تراث المغرب ” للنهوض بالتراث الثقافي الوطني، كما تم تنظيم أنشطة وجولات إرشادية للمعالم والمواقع التاريخية وورشات عمل لفائدة أطفال المدارس وفعاليات فنية للتعريف بالتراث الوطني داخل وخارج المملكة، فضلا عن القيام بعمليات ترميم المواقع التاريخية بمختلف المناطق.

من جهة أخرى، تم وضع العديد من البرامج المتعلقة بحماية المواقع والمعالم التاريخية نظرا لأهمية هذه الفضاءات العابرة للأزمان، المتميزة بهندستها المعمارية الغنية وجماليتها وتنوعها واشتمالها على آثار العديد من الحضارات المتعاقبة.

وإذا كان اليوم العالمي للمآثر والمواقع التاريخية يشكل مناسبة لإبراز التراث الثقافي للإنسانية، فهو يشكل أيضا محطة للحث على مضاعفة الجهود لحماية هذا التراث من الهدم و العبث والإهمال والتخريب بفعل عدد من العوامل الطبيعية والبشرية، من خلال الاستغلال الأمثل للتكنولوجيا الحديثة وتسخيرها لحماية وترميم هذه المواقع الأثرية التاريخية والتعريف بها، وتفعيل التدابير التي من شأنها حمايتها من الاندثار والزوال ومن كافة الأخطار المحدقة بها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.