احتجاز بعثة نهضة بركان؛ تصدير لأزمة دولة عبر الملاعب

في تطور جديد يؤكد مرة أخرى استخدام الجزائر الرياضة كأداة سياسية، تم احتجاز بعثة فريق نهضة بركان المغربي بمطار هواري بومدين بالجزائر، بسبب ارتداء اللاعبين لقمصان تحمل خريطة المغرب، وهذا الحادث يبرز تصاعد الاستفزازات والتدخلات السياسية للجزائر في مجال الرياضة، ويعكس الحقيقة المريرة لتحول الرياضة إلى ساحة للصراعات السياسية بين البلدين، وخاصة استغلالها من الطرف الجزائري لصرف النظر عن مشاكله الداخلية

تاريخ الاستفزازات الرياضية:

تاريخ الاستفزازات الرياضية التي تشنها الجزائر ضد الفرق والمنتخبات المغربية ليس جديدًا، بل يمتد إلى السنوات السابقة وشهد العديد من الحوادث المشابهة التي أثارت الجدل وأثرت على العلاقات الرياضية بين البلدين.

في عام 2023، تم منع المنتخب المغربي المحلي من المشاركة في كأس إفريقيا بسبب رفض السلطات الجزائرية منح ترخيص للطائرة التي كانت ستقلهم. هذا الإجراء الاستفزازي من الجزائر تسبب في إثارة غضب كبير وتساؤلات حول استخدام الرياضة كوسيلة للتصعيد السياسي، وبسبب هذه الاستفزازات، قرر الجانب المغربي مقاطعة البطولة، مما أدى إلى تأثير سلبي على سمعة البطولة وتأثيرها على العلاقات الرياضية بين البلدين.

استفزازات الجزائر ودور جنرالاتها:

استفزازات الجزائر في مجال الرياضة تعكس جزء من الديناميات السياسية والعسكرية التي تسيطر على البلاد، والتي تتمثل في دور الجنرالات والقادة العسكريين في توجيه السياسات واتخاذ القرارات، إذ يتخذ هؤلاء الجنرالات من الرياضة أداة لتحقيق أهدافهم السياسية وتعزيز سيطرتهم على الرأي العام، من خلال استغلال المنافسات والأحداث الرياضية كوسيلة للتأثير على المشاعر الوطنية للجزائرين.

بشكل خاص، يستخدم الجنرالات الجزائريون الرياضة لتحقيق أجندتهم السياسية وتعزيز مواقفهم في القضايا السياسية المتعلقة بالصحراء المغربية، فالجزء السياسي من النظام الجزائري يرى أن دعم جبهة البوليساريو يعزز من شعبيتهم ويوحد الشعب الجزائري خلف قضية مشتركة، مما يسهم في تثبيت نفوذهم وسلطتهم.

دور الاتحادات الرياضية:

مسؤولية حماية حقوق الفرق واللاعبين تقع بشكل رئيسي على الاتحادات الرياضية المختصة، وهي الجهات التي يتوجب عليها التدخل واتخاذ الإجراءات الضرورية لضمان حصول الفرق على حقوقها ولحفظ سير المسابقات بشكل عادل وخالٍ من التدخلات السياسية.

في هذا السياق، قامت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم بالتحرك السريع وعقد اجتماع طارئ لمناقشة الواقعة واتخاذ الخطوات الضرورية، وهذا يعكس التزامهما بحماية حقوق الفريق وتحقيق العدالة في المسابقة.

الاستنكار والعقاب:

من المهم أن تتخذ الجهات المختصة، بما في ذلك الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (الكاف)، إجراءات فعالة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل، وتأكيد على أهمية فصل الرياضة عن السياسة وضمان حفظ نزاهة المنافسات واحترام القوانين الدولية والأخلاقيات الرياضية.

ويجب أن يتم استنكار هذا العمل الاستفزازي من قبل المنظمات الرياضية الدولية، لأنه يشوه صورة الرياضة ويعيق مسارها الطبيعي كوسيلة للتواصل والتوحيد بين الشعوب، فاستخدام الرياضة كأداة لتحقيق أهداف سياسية يعتبر انتهاكًا للمبادئ الأخلاقية والقوانين الدولية المتعلقة بالرياضة.

بالإضافة إلى ذلك، يجب تشديد العقوبات على الجزائر في حال استمرارها في استخدام الرياضة كوسيلة للتأثير على السياسة الخارجية أو لتحقيق أجندات سياسية. يجب أن تكون هذه العقوبات صارمة بما يكفل أن يكون لها تأثير حقيقي على سلوك الدولة ومسؤوليها.

تصدير الأزمات: كيف تستخدم الجزائر الصراعات مع المغرب لتحويل الانتباه عن أزماتها الداخلية

تواجه الجزائر، كغيرها من الدول، تحديات داخلية متعددة تتطلب اهتمامًا جديا وجهودا مستمرة للتغلب عليها، ومع ذلك، يبدو أن هناك استراتيجية متزايدة تتبعها الجزائر لتحويل الانتباه عن مشاكلها الداخلية عن طريق خلق صراعات مع جارتها المغرب واقتحام الشأن المغربي بشكل لافت، هذا النهج يظهر بوضوح كيف يمكن استخدام الصراعات الخارجية كوسيلة لتحويل الانتباه عن القضايا الداخلية والمشاكل السياسية والاجتماعية.

بالإضافة إلى ذلك، تستخدم الجزائر المنافسات الرياضية والأحداث الرياضية كوسيلة لزيادة التوتر والصراع مع المغرب، ويمكن رؤية ذلك من خلال احتجاز بعثة فريق نهضة بركان المغربي في المطار الجزائري، وهو مثال على كيفية استخدام الرياضة كأداة لتحقيق الأهداف السياسي ولتحويل الانتباه عن مشاكلها الداخلية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.