ملتقى علمي ببني ملال يبرز أن مقاصد الوحي تبقى السبيل الوحيد لحل المشاكل المعاصرة

نظم المجلس العلمي المحلي لبني ملال، أمس الجمعة، الملتقى العلمي الوطني الـ 11 حول موضوع “مقاصد الوحي ومشكلات الإنسان المعاصر”.

وتمحورت أشغال هذا الملتقى حول جلستين أطرهما علماء بارزون وأساتذة جامعيون، تطرقتا بالأساس، إلى مقاصد الوحي في علاقتها بتسوية المشاكل الناجمة عن التقدم المتسارع والمفرط المرتبط بالرغبات اللامتناهية في حب التملك والربحية والاستهلاك الذي أصبحت تعرفه البشرية مما ينتج عن ذلك من أزمات صحية وبيئية وأسرية واجتماعية تؤثر سلبا على العلاقات الإنسانية وقيم التضامن والتعاون التي من المفروض أن توحد البشرية.

وفي كلمة بالمناسبة، سلط والي جهة بني ملال-خنيفرة، خطيب الهبيل، الضوء على أهمية هذا الملتقى العلمي، وكذا العناية الكبيرة والرعاية التي يوليها أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس للعلم والعلماء، بالإضافة إلى إحداث مؤسسات تعنى بالحقل الديني والأمن الروحي ووحدة العقيدة والمذهب المالكي، وكذا بناء وتأهيل المساجد ومحاربة الأمية وتحسين وضعية الأئمة والوعاظ والقيمين الدينيين.

من جهته، أكد رئيس المجلس العلمي المحلي لبني ملال، سعيد شبار، أن هذه الندوة تهدف إلى رد الاعتبار للقيم الدينية العليا التي تمثل مقاصد ديننا الإسلامي، مبرزا أن الإسلام يدعو إلى العديد من القيم والأخلاق ذات البعد الإنساني القادرة على تقديم حل لعدد من الأزمات التي يعاني منها العالم اليوم كالحروب والنزاعات والأزمات الصحية والبيئية والاجتماعية.

وأشار إلى أن العديد من الفلاسفة والمفكرين والمؤرخين الذين ينتقدون النموذج الغربي الذي يحكم العالم بطريقة أحادية لاتزال تهيمن عليها بشكل أكثر وتوجهها الرغبات الوجودية والمادية بدل الحضور الروحي والسكينة والسلام، يدافعون عن هذه القيم والأخلاق ذاتها التي ينادي بها الإسلام، مضيفا أن الهدف من هذا اللقاء هو منح الأولوية لهذه القيم كحلول للمشاكل الكبرى الحالية التي تعرفها البشرية.

من جهته، أكد عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال، محمد عاميلي، أن سياق العولمة الذي يتسم بالتطورات المتسارعة والتقدم التكنولوجي الكبير وكذا هيمنة كل ما هو مادي، قد تمخضت عنه العديد من الأزمات الاجتماعية أدت إلى تغيرات في القيم الاجتماعية، مسجلا أن العودة إلى الثوابت الدينية وقيم التضامن والتسامح والعدالة والتعاون تبقى السبيل الوحيد لتجاوز مشكلات الإنسان المعاصر.

وتميز هذا الملتقى العلمي، الذي نظم بشراكة مع ولاية جهة بني ملال-خنيفرة، ومجلس الجهة ، وجامعة السلطان مولاي سليمان، والمندوبيتين الجهوية والإقليمية للشؤون الإسلامية، وكلية الآداب ببني ملال، بتسليم أوسمة ملكية على عدد من الأئمة بإقليم بني ملال.

حضر الجلسة الافتتاحية لهذا الملتقى العلمي كل من رئيس مجلس جهة بني ملال-خنيفرة، ونائب رئيس جامعة السلطان مولاي سليمان، والمندوب الجهوي للشؤون الإسلامية، وكذا أساتذة جامعيين وأعضاء المجلس العلمي المحلي لبني ملال.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.