مغاربة إسطنبول خلال رمضان.. تشبث بالعادات وانفتاح على تقاليد البلد المضيف

إعداد: يونس قريفة — (ومع)

مع حلول شهر رمضان المبارك، يزداد شعور الجالية المغربية المقيمة بتركيا، عموما، وبإسطنبول على الخصوص، بمشاعر الحنين إلى الوطن، ويحرصون على إحياء عاداتهم وتقاليدهم الرمضانية، مع الانفتاح على تقاليد البلد المضيف.

ففي ظل الأجواء الفريدة التي تخيم على مدينة إسطنبول خلال الشهر الأبرك، حيث تتحول المدينة من قطب سياحي صاخب إلى قبلة روحانية هادئة، يسهر أفراد الجالية المغربية على استنساخ الأجواء الرمضانية التي اعتادوا عليها في بلدهم الأم، لخلق جو من الألفة والتواصل بينهم.

وقبيل أيام من دخول الشهر الفضيل، اجتمع عدد من أفراد الجالية المغربية المقيمة بإسطنبول بساحة تقسيم الشهيرة، للمشاركة في النسخة الأولى من “المعرض الرمضاني للمنتوجات المغربية والثقافية”، من تنظيم جمعية الصداقة المغربية-التركية.

واجتمع في المعرض عدد مهم من العارضين الذين قدموا تشكيلة واسعة من المنتجات المغربية الأصيلة، لاسيما من المواد الغذائية والحلويات الرمضانية الشهيرة، علاوة على الألبسة التقليدية، من الجلالب والقفاطن، والأكسسوارات ومواد التجميل والتزيين المغربية.

ولم يقتصر المعرض على عرض المنتجات المغربية فقط، بل شكل أيضا فرصة للتواصل والتبادل الثقافي بين أفراد الجالية المغربية والجمهور التركي، حيث تم تنظيم العديد من الفعاليات والأنشطة الثقافية، وورشات لتعليم فن الطبخ المغربي.

وجاء المعرض في وقت مناسب تمكنت خلاله الأسر المغربية المقيمة بإسطنبول من اقتناء كل ما يخصها لشهر رمضان، وكذلك من التعرف وربط الاتصال بالمغاربة الذين يقومون بعرض خدماتهم في تحضير وتوصيل الأطباق المغربية.

ورغم حرص الجالية المغربية على التشبث بعاداتها الرمضانية، إلا أنها لا تتردد في الانفتاح على تقاليد البلد المضيف، لاسيما وأن للأتراك عادات رمضانية ضاربة في القدم.

فليس من المفاجئ إيجاد أسر مغربية أو مجموعة من الطلبة المغاربة يتناولون وجبة الإفطار في ميدان السلطان أحمد بإسطنبول، الذي يقع بين المسجد الذي يحمل نفس الاسم ومسجد أيا صوفيا، على العشب وفوق الكراسي الموجودة في الميدان، وسط آيات من القرآن الكريم تتم إذاعتها بالساحة التاريخية.

هكذا، أصبح أفراد الجالية المغربية من الزبناء الأوفياء لبزارات حي فاتح بإسطنبول، حيث تقدم رفوف المحلات أطيب المأكولات الرمضانية التركية، من حلويات “البقلاوة” و “الغولاش”، وغيرها.

كما وجدت “فطيرة رمضان” أو (رمزان بيديسي)، التي تعتبر من أساسيات مائدة الإفطار التركية ، مكانها على موائد مغاربة تركيا، حيث يجب الانتظار في طوابير أمام المخابز عند اقتراب موعد الإفطار لشراء هذه الفطيرة طازجة وساخنة.

ويعرب العديد من المغاربة عن سعادتهم بتجربة أجواء رمضان في إسطنبول، الغنية بتاريخها العريق وجمالها المعماري، حيث تنبع من ضفتي البوسفور نفحات من الهدوء والسكينة خلال نهار رمضان، ثم تنبض المدينة بالحياة بعد آذان المغرب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.