فن الطبخ.. حفل بمراكش لانتقاء التلاميذ الجدد لـ”إسكوفيي”

تم، مساء أمس الجمعة، بمراكش، تنظيم حفل لانتقاء عشرين طباخا وصانع حلويات، كـ”تلاميذ جدد لإسكوفيي”، وذلك في إطار الفصل الثالث من لقاءات تلاميذ إسكوفيي – المغرب.

ويتعين أن يمتثل الحفل الذي يعتبر من اللحظات الرئيسية لهذه التظاهرة، لبروتوكول تمت بلورته منذ سنوات عديدة. واستهل الحفل بتلاوة فصل من قبل رئيس جمعية تلاميذ إسكوفيي – المغرب، الحسن حفيظ، الذي ذكر من خلاله الطباخين وصانعي الحلويات الذين تم انتقاؤهم بضرورة “نقل المعارف، واحترام الثقافة والتطوير المستمر للطبخ، إضافة إلى البحث وإنجاز أنشطة ذات طابع خيري”.

وخلال هذا الحفل، الذي تميز، على الخصوص، بحضور الكاتب العام لجمعية تلاميذ إسكوفيي الدولية، كريستيان هولين، يتلقى كل تلميذ جديد ‘الضربة التقليدية بملعقة (من الخشب ذات حجم كبير) على الكتف’، قبل أن يمنح وشاحا، يعتبر العلامة المميزة لكل تلاميذ إسكوفيي. كما أن هذه الأوشحة هي من ألوان مختلفة من أجل الاعتراف بجميع مكونات حرف فنون الطبخ. وفي تصريح لقناة إم 24، الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد هولين أن هذا الفصل هو بمثابة المرحلة الرئيسية الموجهة إلى تكريم أحد مهني المطبخ (طباخ، وفندقي، ومنتج، ومتذوق..)، وإدماجه في هذه الجمعية، التي تتألف من 10.000 عضو في 34 بلدا.

وفي تصريح مماثل أعربت الطباخة نجاة جيار عن سعادتها بـ”انتقائها كتلميذة لإسكوفيي”.

وقالت هذه الطباخة العصامية، التي راكمت ثلاثين سنة من الخبرة بأحد مطاعم باريس والمنحدرة من مدينة بركان، إنها لم تدخر جهدا من أجل التعريف بفن الطبخ المغربي بالخارج خلال مسيرتها المهنية.

بدوره أعرب أحمد هندور الطباخ بإحدى الوحدات الفندقية بالصويرة، عن اعتزازه بانتقائه تلميذا لإسكوفيي، مضيفا أنه سيعمل بتؤدة على تشاطر ونقل معارفه في فن الطبخ، وفق مثل التبادل والنقل التي قع د لها الطباخ الفرنسي الشهير إسكوفيي.

إثر ذلك، تمت دعوة الحضور إلى أمسية يهودية-مغربية تقليدية، شكلت فرصة للاستمتاع بالوصفات المغربية والوجبات التقليدية لعشاء السبت، وهو يوم الراحة المخصص لليوم السابع من الأسبوع اليهودي، السبت، والذي يبدأ بحلول مساء يوم الجمعة.

وهكذا تذوق الضيوف من المسلمين واليهود أطباق لذيذة من تراث فن الطبخ اليهودي-المغربي الغني والمتنوع، في جو من الإخاء والوئام والتشاطر، مما يعكس التعايش والعيش المشترك الذي يميز المغرب منذ قرون.

ويحتفي الفصل الثالث من لقاءات تلاميذ إسكوفيي – المغرب المنظم بمراكش، بقيم التشاطر والنقل الغالية على هذا الطباخ الفرنسي الشهير، وتحتفي بمكون أساسي في الثقافة المغربية، ممثلا في المطبخ اليهودي-المغربي.

ويجمع هذا الحدث المرموق، الذي يرعاه كل من الطاهي غيوم غوميز، سفير فن الطبخ الفرنسي بالعالم، وفيليب فور سفير فرنسا السابق في المغرب ومؤسس دليل تذوق الطعام العالمي “لا ليست”، 40 من الطهاة الدوليين، وثلاثين شخصية، من طباخين وصناع حلويات ومنتجين وغيرهم من عشاق الطبخ، وشغوفين بفن الطبخ.

يذكر أن جمعية تلاميذ اسكوفيي الدولية، التي تأسست سنة 1954 في فيل نوف – لوبي، مسقط رأس الطباخ الفرنسي الشهير، وانضم إليها المغرب سنة 2020، هي جمعية ذات هدف غير ربحي، تروم نقل روح عمل أوغوستين اسكوفيي للطهاة من الأجيال الجديدة، ومن ثمة النهوض باحترام ثقافة فن الطبخ، والسعي نحو تحسين التخصص ونقل المعارف في مجال فن الطبخ.

وانضم المغرب إلى هذه الجمعية العالمية سنة 2020 بقيادة الطباخ لحسن حفيظ، المنحدر من مدينة أكادير، بغرض ترسيخ فن الطبخ المغربي في رزنامة المطبخ العالمي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.