حمى التوقيفات عن العمل تستمر.. وهكذا يعلق عليها الأساتذة

لا تزال حمى التوقيفات مستمرة في مختلف مديريات وزارة التربية الوطنية عبر ربوع الوطن، في محاولة لتكسير اضرابات الأساتذة والأستاذات، وارغامهم على العودة لحجرات الدراسة.

بالمقابل، أثارت هذه الحملة استياء واسعا في صفوف الأساتذة، معتبرين أنها تفاقم الأزمة بدل حلها، وأطلقوا ردا عليها هاشتاغ “نجوع معا أو نشبع معا”، الذي انتشر في الأردن خلال أزمة التعليم هناك سنة 2019.

في هذا السياق، قال محمد زرياح، عضو المكتب الاقليمي بخنيفرة للتنسيقية الوطنية للأساتذة وأطر الدعم الذين فرض عليهم التعاقد، في تصريح خص به موقع الأول للأخبار، إن هذه التوقيفات المؤقتة والانذارات بالعودة للأقسام ليست سوى دليل على تخبط الوزارة الوصية في حل الملف، مشددا على أن الهدف منها هو ثني الأساتذة عن احتجاجاتهم وفي نفس الآن تمرير النظام الأساسي في صمت.

في ذات السياق، أكد عبد الفتاح بن الضو، عضو المجلس الوطني للتنسيقية الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي التأهيلي، وأحد الأساتذة الموقوفين عن العمل مؤقتا، أنه: “في الوقت الذي كنا ننتظر فيه أن تخرج علينا الوزارة بحلول ترضي الأستاذات والأساتذة، وتعيدهم إلى أقسامهم مرفوعي الرؤوس، لاستدراك ما يمكن استدراكه من الزمن المدرسي المهدور بفعل تماطل الوزارة وتعنتها، ها هي تخرج علينا بقرارات التوقيف في حق العديد من المناضلين والمناضلات، وهي خطوة تكشف مدى تخبط الوزارة وعجزها عن تدبير هذه اللحظة، لحظة حراك الأساتذة، تدبيرا يكرس السلم الاجتماعي والتربوي”.

وتساءل الأستاذ عبد الفتاح، في تصريحه لموقع الأول للأخبار، باستنكار ” هل الحل هو اللجوء إلى أساليب الترهيب والتهديد والتوقيف؟ ألا يمكن أن تزيد هذه الأساليب الوضع تأجيجا؟”، مستغربا من مقامرة الوزارة بسنة دراسية كاملة وبمستقبل ملايين التلاميذ.

وتابع الأستاذ عبد الفتاح تصريحه: “نحن عندما خرجنا إلى الشوارع، بمسيراتنا الممركزة بالرباط ومسيرات الأقطاب بالمدن الكبرى، كنا نصدح بشعارات الكرامة ضدا على نظام أساسي استعبادي يهدف إلى تسليع المدرسة العمومية وضرب الاستقرار المهني للأستاذات والأساتذة”.

ويتشبث الأستاذ الموقوف بدستورية الاضراب، مستنكرا التوقيفات وما نعته ب “سرقة الأجور الهزيلة للأساتذة”، مؤكدا أنها اجراءات تعسفية غير قانونية.

جدير بالذكر أن أزمة الاضرابات دخلت في شهرها الرابع، مبرزة تراكمات أزمة التعليم والشغيلة التعليمية التي استمرت لسنوات طويلة، فهل ستنجح سياسة الوعيد والتهديد في إعادة الأساتذة إلى الحجرات؟ أم أنها ستعود بنتيجة عكسية تزيد الوضع تفاقما وحدة، وتمضي بالسنة الدراسية إلى سنة سوداء؟!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.