تعزيز التعليم الأولي بالعالم القروي في صلب اهتمامات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم تزنيت

منذ إطلاق مرحلتها الثالثة، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية تعمل على تعميم تعليم أولي ذي جودة عالية، خاصة بالمناطق القروية والبعيدة بشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة.

وانطلاقا من كونه ضرورة حتمية لتحقيق التنمية والمساواة، فإن هذا النوع من التعليم، حظي على مستوى إقليم تزنيت، بعناية المبادرة في إطار برنامج الدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة.

ويهدف هذا البرنامج، في مكونه المتعلق بتنمية الطفولة المبكرة، إلى النهوض بالرأسمال البشري طيلة مسار حياتهم، اعتمادا على نهج استباقي بغية مواجهة العراقيل الرئيسية التي تعيق التنمية البشرية.

ووفاء بالتزاماتها في هذا المجال، عملت المبادرة في إطار نفس البرنامج على دعم مختلف المبادرات الهادفة إلى الاستثمار في رأس المال البشري للأجيال الصاعدة، باعتباره أداة فعالة لضمان تكافؤ الفرص للولوج إلى التعليم.

وتعطي وحدة التعليم الأولي في دوار أيت أحمد أوسليمان بجماعة أنزي، صورة واضحة عن فعالية هذه الآلية في تعزيز التعليم لدى الأطفال، ومساهمتها في تنمية الطفولة المبكرة، وكذا دورها في تنمية الرأسمال البشري.

وحول الوقع الاجتماعي لهذا المشروع، قال رئيس جمعية آباء وأمهات وأولياء تلاميذ وتلميذات المدرسة الجماعاتية “عبد المومن”، العربي وهبي، إن تدخل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من أجل إخراج هذا المشروع إلى حيز الوجود، ساهم في تقليص الهدر المدرسي بالمنطقة، وفي إدماج الأطفال لإكسابهم المعارف والمهارات الضرورية في هذه المرحلة من حياتهم.

وأضاف في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن إنشاء هذه الوحدة التعليمية جاء استجابة من المبادرة لانتظارات وتطلعات الساكنة المحلية في ضمان تعليم أولي لفائدة أطفال المنطقة، ولتسهيل انتقالهم إلى المرحلة الابتدائية.

وقد خصصت المبادرة غلافا ماليا يقدر بـ431 ألف و428 درهما، لإحداث وتهيئة وتجهيز وتسيير هذه الوحدة، بهدف تعزيز التعليم الأولي في هذه المناطق، نظرا لما تلعبه من أدوار هامة في محاربة الهدر المدرسي وتعزيز التنمية المعرفية والاجتماعية للأطفال، وفي السير الجيد لمسارهم الدراسي.

وتتوفر هذه الوحدة، التي تم إحداثها بتعاون مع مؤسسة “زاكورة” للتربية، على قاعة مجهزة بمختلف المعدات التعليمية والوسائل البيداغوجية، يستفيد منها أزيد من 14 طفلا، وتسهر المربية المكلفة بتعليمهم على المساهمة في تحفيزهم وإثراء مهاراتهم الذاتية وبناء شخصيتهم، وكذا ضمان تطورهم على المستويات الفكرية والنفسية الحركية والسلوكية وغيرها، لمواصلة تحصيلهم الدراسي.

وهكذا ووعيا منها بكون التعليم الأولي يشكل مرحلة أساسية في تنمية القدرات الفردية للأطفال لما له من تأثير واضح في الإمكانات المعرفية والاجتماعية والعاطفية للطفل في مساره التعليمي، تواصل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية عملها الدؤوب من أجل تعميم وتعزيز تعليم أولي ذي جودة من خلال توفير بنيات تحتية ملائمة وانتقاء وتكوين موارد بشرية ذات كفاءة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.