الرقمنة رافعة أساسية لمواجهة التحديات المتعلقة بتدبير المياه

أكد مشاركون في ندوة عقدت بحر الأسبوع الماضي بالدار البيضاء بعنوان “هل يمكن للرقمنة أن تغير مسار المياه؟” أن الرقمنة تشكل رافعة أساسية لمواجهة التحديات المتعلقة بتدبير المياه من خلال حلول مبتكرة لتعزيز وفرة المياه وترشيد استخدامها.
وركزوا، خلال هذه الندوة، المنظمة في إطار فعاليات النسخة الرابعة لمنتدى “المستقبل في أفريقيا” (FIA)، على أهمية الرقمنة في تنظيم موارد المياه وتحديد الاحتياجات وتتبع الوضع المائي، فضلا عن ضرورة تشجيع المزيد من الشركات الناشئة على الاستثمار في هذا المجال.
في هذا الصدد، أكد الكاتب العام لقطاع الفلاحة بوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات رضوان عراش، أن الرقمنة تحتل مكانة مهمة في استراتيجية الوزارة، كما تشكل إحدى ركائز التنمية الجديدة لهذا القطاع.
وأوضح عراش أنه في جميع أنحاء العالم تظل درجة الاعتماد على الرقمنة في القطاع الفلاحي أقل من المجالات الأخرى مثل التمويل والبورصة والخدمات المصرفية والطيران، والتي تحتل المراتب الأولى من حيث التطور واستخدام الرقمنة واستغلال فرص النمو الرقمي.
وأشار في هذا السياق إلى أن الشباب منفتحون على التكنولوجيا الرقمية، ومن هنا تأتي أهمية جعل الفلاحة أكثر جاذبية عن طريق الرقمنة وخلق فرص للشركات الناشئة للاستثمار في هذا المجال.
كما ركز عراش على دور الذكاء الاصطناعي في القدرة على استغلال المعطيات المهمة المجمعة بفضل البيانات الضخمة، مشيرا إلى أن المغرب يواصل تعزيز القطاع الفلاحي والاستخدام الأمثل للمياه في هذا الفطاع.
وذكر، في هذا الصدد، بأن المملكة تمتلك حاليا 750 ألف هكتار مزروعة باستخدام الري الموضعي، مشيرا إلى أن ذلك مكن الفلاحة من الاستخدام الأمثل للمياه وإنشاء نظم متكاملة حول الري الموضعي لتنمية المقاولات والخدمات الرقمية.
من جانبه، أكد المدير العام للمديرية العامة لهندسة المياه بوزارة التجهيز والماء حمو بنسعدوت، أن الرقمنة تشكل رافعة للحكامة والأداء المائي على عدة مستويات، مشيرا إلى أنها تتيح بشكل خاص تنظيم الموارد المائية والمشاريع والسياسة المائية.
وتابع أن الرقمنة تدعم أيضا تدبير المياه بفضل الأدوات التي تتيحها، ومنها على وجه الخصوص أدوات مراقبة الوضع المائي ومستويات الأنهار والمياه الجوفية والتنبؤ بالظواهر الطبيعية مثل الفيضانات، مشيرا إلى أن الرقمنة تقع في قلب عملية نقل المياه من حوض ملوية إلى حوض أبي رقراق، حيث تم تجهيز هذا المشروع بنظام الإدارة عن بعد لمراقبة جودة المياه بشكل آني، وبالتالي تفادي مخاطر نقل المياه الملوثة.
من جانبها، أكدت الكاتبة العامة لوزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة سارة العمراني، أن الوزارة تعتمد استراتيجية رقمية “360 درجة” لارساء قاعدة لكافة القطاعات، مشيرة إلى أن هذه الاستراتيجية تهدف إلى دعم الشباب المغربي الشغوف بالرقمنة حتى يكون قادرا على الابتكار في المجالات المهمة للبلاد.
وأبرزت أن الوزارة تعمل على دعم الابتكار الرقمي من خلال شراكات تهدف إلى إنشاء مختبرات رقمية قادرة على تشجيع الشركات الناشئة على الابتكار في كافة المجالات بما في ذلك مجال المياه.
وفي هذا الصدد، أشارت العمراني إلى أن الوزارة تعمل على اكتشاف المواهب القادرة على الابتكار من أجل رفع مساهمة الرقمنة.
ويهدف هذا الحدث القاري، المنظم على مدى يومين من طرف مجلس جهة الدار البيضاء – سطات وMaroc Numeric Cluster، إلى مواجهة تحديات المناطق المستدامة في المغرب وإفريقيا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.