افتتاح مركز “ازدهار” متعدد الخدمات ووحدة لتثمين النفايات البلاستيكية

تم، يوم الجمعة، افتتاح كل من مركز “ازدهار” متعدد الخدمات ووحدة لتثمين النفايات البلاستيكية، والذي يندرج إحداثهما في إطار إعادة تأهيل المنطقة الصناعية لسيدي البرنوصي (الدار البيضاء).

وترأس حفل افتتاح هذان المشروعين، اللذين خصص لهما استثمار إجمالي قدره 36,5 مليون درهم، وزير الصناعة والتجارة،  رياض مزور، بحضور، على الخصوص، المديرة العامة لوكالة حساب تحدي الألفية-المغرب،  مليكة العسري، والمديرة المقيمة لهيئة تحدي الألفية بالمغرب،  كيري مونهان.

وقد استفاد المشروعان من دعم “صندوق المناطق الصناعية المستدامة”، الذي أنشأته وكالة حساب تحدي الألفية-المغرب بشراكة مع وزارة الصناعة والتجارة في إطار برنامج التعاون “الميثاق الثاني”.

ويهدف هذا البرنامج، الممول من طرف هيئة تحدي الألفية، إلى المساهمة في الرفع من إنتاجية المناطق الصناعية والارتقاء بأدائها البيئي والاجتماعي.

وهمت الأشغال المنجزة في إطار المشروع الأول، الذي أطلقته جمعية “ازدهار” للفاعلين الاقتصاديين بالمناطق الصناعية لسيدي البرنوصي، إنشاء وتهيئة وتجهيز مركز متعدد الخدمات يمتد على مساحة 1.025 متر مربع، بمساحة إجمالية مبنية تعادل 2.758 متر مربع.

ويقدم هذا المركز، الذي خصص له استثمار يناهز 23 مليون درهم، بما فيها مساهمة “صندوق المناطق الصناعية المستدامة” بقيمة 17,4 مليون درهم، عدة خدمات للمقاولات والمستخدمين بالمنطقة الصناعية، لا سيما مركز للتكوين بهدف محو الأمية في صفوف النساء وإكسابهن مهارات مهنية، وشباكا وحيدا، وقاعات مخصصة للتكوين والعمل المشترك والاجتماعات، وقاعة للتطبيب المهني، ومطعما، وشباكا بنكيا آليا.

كما تم تجهيز المركز بالمعدات اللازمة لتقديم هذه الخدمات، بالإضافة إلى سيارتين كهربائيتين صغيرتين بغرض تسخيرهما في تنشيط المنطقة.

ويتعلق المشروع الثاني، الذي قادته “مجموعة المصالح الاقتصادية” (Moroccan Recyling Platforms) المكونة من جمعية “تثمين” وشركة “أفريكان تايغر” (African Tiger)، بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بتوسعة مركز الفرز “تثمين” من خلال إنشاء وحدة لإعادة تدوير وتثمين النفايات البلاستيكية.

وقد تم تجهيز هذه الوحدة، التي خصص لها استثمار إجمالي يناهز 13,5 مليون درهم، بما فيها دعم مقدم من طرف “صندوق المناطق الصناعية المستدامة” بقيمة 9,1 مليون درهم، بمعدات السحق/الغربلة وأدوات صناعية للتنظيف/التجفيف/التحبيب، وكذا معدات لتصنيع الأغشية والأكياس البلاستيكية (لحام الأكياس والطباعة بأربعة ألوان).

وعلاوة على إنشاء محطة صغيرة لمعالجة مياه الصرف الصحي وإحداث مرفق “البحث والتطوير” لاستكشاف حلول أخرى لتثمين النفايات الصناعية للمنطقة، شمل الدعم الذي قدمه “صندوق المناطق الصناعية المستدامة” تنظيم عملية جمع النفايات، والذي يهم تطوير اقتصاد دائري، ومواكبة جامعي النفايات الذين يعملون بالمنطقة استنادا إلى مقاربة تهدف إلى إدماجهم في القطاع المهيكل وتمكينهم من المهارات المهنية، وتوفير الآليات والأدوات المتمثلة في شاحنة لجمع النفايات ودراجات كهربائية بثلاث عجلات ومعدات السلامة والمناولة (معدات الوقاية الشخصية، وشاحنة نقالة، وعربة).

وبخصوص المساعدة التقنية، واكب “صندوق المناطق الصناعية المستدامة” حاملي المشروعين المستفيدين بغية تعزيز وضمان استدامة نموذج حكامتهما وتيسير تدبير وصيانة المركزين، من خلال بلورة أو تنقيح “نماذج الأعمال” وعقود الخدمات، ووضع منصات لتدبير الصيانة بمساعدة الكمبيوتر وأدوات أخرى للتدبير رهن إشارتهم.

وفي معرض حديثه بهذه المناسبة، شدد  مزور على أن توسيع وحدة فرز وتثمين النفايات البلاستيكية جاء بغرض رفع قدرة معالجة النفايات البلاستيكية والالتزام بمعايير الجودة العالمية.

وفي ما يتعلق بالمركز متعدد الخدمات، أكد الوزير أن هذا المشروع يترجم التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى تحديث المناطق الصناعية وتعزيز الحكامة الجيدة، من خلال تزويدها بالمطاعم ومراكز التكوين والمرافق الطبية، وذلك لضمان رفاه الصناعيين و العمال.

وذكر بأن المنطقة الصناعية لسيدي البرنوصي تمتد على ما يناهز ألف هكتار ويعمل بها قرابة 50 ألف شخص.

من جهتها، أشارت  مونهان إلى أن افتتاح هذين المشروعين الاستراتيجيين سيحمل أثرا اجتماعيا مهما وملموسا، مضيفة أن “ازدهار وتثمين يندرجان في إطار برنامج التعاون الميثاق الثاني ومولهما “صندوق المناطق الصناعية المستدامة”، الذي قام بتمويل 9 مشاريع في جميع أنحاء المملكة وأحدث 50 ألف منصب شغل”.

من جانبها، أفادت  العسري بأن هذين المشروعين، اللذان يحملان الطابعين الاجتماعي والبيئي، يندرجان في إطار استراتيجية إعادة تأهيل المنطقة الصناعية لسيدي البرنوصي.

يذكر أن مواكبة “صندوق المناطق الصناعية المستدامة” شملت تشجيع شراكات مع الفاعلين المؤسساتيين لتقديم أفضل الخدمات للصناعيين بالمنطقة. وفي هذا الصدد، شكل حفل الافتتاح مناسبة لإبرام اتفاقيتي شراكة تربط بين “مجموعة المصالح الاقتصادية” (Moroccan Recyling Platforms)، من جهة، وجمعية “ازدهار” و”المؤسسة المغربية للعلوم المتقدمة، والابتكار والبحث العلمي” (MAScIR)، من جهة أخرى.

وتهدف اتفاقية الشراكة الأولى أساسا إلى تعزيز التنمية المستدامة للمنطقة الصناعية لسيدي البرنوصي من خلال مواكبة الصناعيين في معالجة قضايا بيئية واجتماعية، بما في ذلك على وجه الخصوص النهوض بحماية البيئة والمسؤولية الاجتماعية للصناعيين، ووضع خدمة جذابة وفعالة لجمع النفايات الصناعية غير الخطرة، وتحسيس وتكوين الموارد البشرية لأزيد من 450 شركة في مجال تدبير وتثمين النفايات.

وتهم اتفاقية الشراكة الثانية، والتي ترمي إلى تحقيق نفس الهدف المتمثل في النهوض بالتنمية المستدامة للمنطقة الصناعية لسيدي البرنوصي، تنفيذ مشاريع للبحث والتطوير تلبي الحاجيات الخاصة للمجموعات ذات النفع الاقتصادي.

وستتمحور مواضيع مشاريع البحث والتطوير بشكل خاص حول إنجاز دراسة خرائطية للنفايات التي يتم إنتاجها بالمنطقة الصناعية، ومعالجة النفايات البلاستيكية قصد إنتاج منتجات ذات قيمة مضافة عالية، وتثمين النفايات غير القابلة لإعادة التدوير في إنتاج الغازوال والغاز.

بالإضافة إلى ذلك، شكل حفل الافتتاح مناسبة لتقديم المنطقة الصناعية الجديدة أهل لغلام، والتي تم إحداثها أيضا بدعم من “صندوق المناطق الصناعية المستدامة”.

وتهدف هذه المنطقة الصناعية، التي تقودها جهة الدار البيضاء-سطات، من خلال “شركة التنمية الجهوية لجهة الدار البيضاء-سطات ” (Casablanca-Settat Development)، والمخصصة لصناعات الجلد، إلى إحداث محيط دينامي محفز لنمو مقاولات هذا القطاع.

وتقترح هذه المنطقة الصناعية، التي تم إحداثها بشراكة مع “فيدرالية الصناعات الجلدية” (FEDIC) و”الشعبي كابيتال إنفستمنت” (Chaâbi Capital Investissement)، 40 قطعة صناعية بمساحة تتراوح بين 580 و1.000 متر مربع لكل منها و50 مبنى صناعيا، بمساحة تتراوح بين 500 إلى 900 متر مربع. وتعتبر المساحة الإجمالية لهذه المباني، أي 28.400 متر مربع، أكبر مساحة للمباني الصناعية التي تم إنشاؤها بمنطقة صناعية حظيت بدعم “صندوق المناطق الصناعية المستدامة”.

كما تضم هذه المنطقة الصناعية، التي خصص لها استثمار إجمالي قدره 152 مليون درهم، بما في ذلك مساهمة “صندوق المناطق الصناعية المستدامة ” قدرها 57 مليون درهم، مبنى للخدمات بمساحة 3.000 متر مربع، يقدم عرضا جديدا من الخدمات يهدف إلى تحسين الحياة اليومية لمقاولات ومرتفقي هذه المنطقة الصناعية. كما سيتم تجهيز هذه المنطقة الصناعية بوحدة لوجستية لجمع منتجات التعبئة والتغليف تمتد على مساحة 365 متر مربع.

وكانت وزارة الصناعة والتجارة قد أطلقت في فاتح فبراير الماضي طلبا لاقتراح المشاريع برسم النسخة الثانية لـ”صندوق المناطق الصناعية المستدامة”، والذي سيتم اختتامه في 31 يوليوز المقبل.

وسعيا إلى ترصيد النجاح الذي حققته النسخة الأولى من الصندوق الذي دعم 9 مشاريع، عبأت استثمارات إجمالية ناهزت 80 مليون دولار، منها مساهمة لحاملي المشاريع بقيمة 46 مليون دولار، والتي يرتقب أن تحدث على المدى البعيد ز هاء 57 ألف فرصة عمل.

وقد مكن الاستثمار المنجز من توفير عرض عقاري يمتد على مساحة 100 هكتار مهيئة ومجهزة، و71 مبنى صناعي بمساحة إجمالية تناهز 47 ألف متر مربع، ومباني بمساحة إجمالية تناهز 20 ألف متر مربع مخصصة للخدمات المقدمة للمقاولات والمستخدمين (شبابيك وحيدة، ومراكز الأعمال، ومطاعم، وخدمات صحية، ونقل، وفضاءات للتكوين والبحث عن مناصب الشغل، ودور حضانة).

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.