زين العابدين تيموري-ومع
يعد شهر رمضان مناسبة هامة للفاعلين في مجال الإشهار بالمغرب. فخلال موعد الإفطار، “يستهلك” المشاهدون الجالسون أمام شاشة التلفزيون، مختلف الإعلانات التجارية والإشهارات التي يتم بثها.
وفي شهر رمضان تستعيد شاشات التلفزيون هيمنتها على الشبكات الاجتماعية، وتجدد الوصال بمشاهديها، حيث تحظى بمتابعة جماهيرية واسعة لمختلف برامجها الترفيهية ومسلسلاتها الرمضانية.
كما تتغير العادات الاستهلاكية طيلة هذا الشهر، وينعكس ذلك عادة من خلال ارتفاع نفقات الأسر، لاسيما في ما يتعلق بشراء المنتجات الغذائية.
وهو ما يجعل من شهر رمضان فرصة مواتية للم علنين الذين تشتد المنافسة بينهم في أوقات الذروة من أجل استهداف المستهلكين.
وفي هذا الصدد، قال المدير العام لوكالة “Impérium”، أنور صبري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، “خلال شهر رمضان، يشهد سوق الإعلانات منحى تصاعديا قد يصل إلى ارتفاع بنسبة 100 في المئة”.
وأوضح الخبير في معالجة المعلومات، أن الأمر يهم بالأساس القنوات التلفزيونية التي تعرف ذروة في نسب المشاهدة، مبرزا أن الم علنين يكيفون استراتيجياتهم خلال هذا الشهر، ولاسيما على مستوى الميزانيات.
وأبرز أنه يتم خلال شهر رمضان تسجيل نسب مشاهدة عالية لمختلف وسائل الإعلام، تماشيا مع تغير عادات الاستهلاك، والإقبال الملحوظ على السلع والخدمات ووسائل الإعلام.
وأضاف أن شهر رمضان يؤدي، في هذا السياق، إلى ارتفاع ملموس للاستثمارات في مجال الإشهار بالمغرب، والتي يتم تحديد ميزانياتها مسبقا لأجل هذه المناسبة. وفي وقت تتعدد فيه وسائط الإعلام والقنوات الإشهارية وتشهد تحولا نحو الرقمنة، يظل اهتمام الم علنين موجها بشكل أساسي نحو وسائل الإعلام التقليدية، على عكس ما يمكن اعتقاده.
وفي هذا الصدد، أشار السيد صبري إلى أن التلفزيون يظل وسيط التواصل الأكثر شعبية في صفوف الم علنين، مستحوذا على أزيد من 50 في المئة من حصة سوق الإشهار خلال شهر رمضان. وأضاف أن اللوحات الإشهارية تأتي في المرتبة الثانية بنسبة 19 في المئة من حصة السوق، متبوعة بالإذاعات بـ12,5 في المئة، ثم الوسائط الرقمية، التي شهدت ارتفاعا بنسبة 9,1 في المئة لتصل إلى 6,1 في المئة من حصة السوق، مبرزا أن الصحافة المكتوبة عرفت انتعاشة جيدة نسبتها 139,4 في المئة، بـ6 في المئة من حصة السوق.
وإذا كانت الوصلات الإشهارية تظهر تنوعا كبيرا في السلع والخدمات، فإن مدير وكالة (Data providing) يؤكد أن القطاع الغذائي يحتل المرتبة الأولى على مستوى الاستثمارات، بنمو نسبته 6,2 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها من السنة الماضية. وتحتل عروض الفاعلين في مجال الاتصالات المرتبة الثانية على الرغم من انخفاض بنسبة 12,4 في المئة في استثماراتها الإشهارية مقارنة بشهر رمضان 2022، في وقت تعرف فيه المنتجات البنكية، التي تأتي في المرتبة الثالثة، تراجعا بنسبة 16,3 في المئة.
وسجلت الميزانيات الإشهارية المخصصة للمشروبات، من جهتها، ارتفاعا بنسبة 23,5 في المئة، في حين تراجعت تلك المتعلقة بالمنتجات العقارية بنسبة 21,7 في المئة، وفقا للخبير ذاته. وبلغ إجمالي الاستثمارات الإشهارية خلال الأيام الأولى من شهر رمضان أزيد من 394 مليون درهم، بانخفاض نسبته 3,2 في المئة مقارنة بالسنة الماضية.
وأشار السيد صبري إلى أنه بالمقارنة برقم المعاملات السنوي لسنة 2022، الذي بلغ 7,2 مليار درهم، ويشمل كل وسائل الإعلام، فإن المعدل يصل إلى 5 في المئة، ما يؤكد الجاذبية القوية لهذه الفترة بالنسبة للم علنين. وخلال هذا العام، نشط ما لا يقل عن 990 معلنا سوق الإشهار خلال الأيام الأولى من شهر رمضان، مقابل 726 خلال العام الماضي.
ويمكن تفسير التراجع المتباين للاستثمارات الإشهارية بالطابع المعقد للسياق الاقتصادي والمالي الراهن، المتسم بالتضخم المتنامي، والذي يمس بالقدرة الشرائية للمستهلكين. وهو وضع يدفع المقاولات إلى خفض نفقاتها لتعويض انخفاض الطلب على بعض المنتجات.