المؤتمر البرلماني حول الحوار بين الأديان بمراكش.. محفل يعكس الانخراط الواعي للمملكة في تعزيز التعددية الثقافية والدينية
آسية العمراني-ومع
مرة أخرى، تؤكد المملكة المغربية انخراطها الواعي والمسؤول في تعزيز التعددية الثقافية والدينية، من خلال احتضان فضاءات للحوار والتلاقح بين الديانات والروافد الثقافية، رافعة لذلك شعار التسامح والتعايش الإنساني المشترك والمنفتح على الآخر.
ويأتي تنظيم المؤتمر البرلماني حول الحوار بين الأديان الذي تحتضنه مدينة مراكش ما بين 13 و15 يونيو الجاري، ترجمة لهذا التوجه المغربي، الذي يسعى من خلاله البرلمان المغربي إلى جانب الاتحاد البرلماني الدولي إلى فتح حوار مشترك بين رؤساء برلمانات وبرلمانيين وقادة دينيين وممثلين عن المجتمع المدني وخبراء للانخراط من أجل بناء وتبادل الممارسات الفضلى لمواجهة القضايا الرئيسية لتعميق التعايش المستدام.
وفي هذا السياق، أكد رئيس مجلس النواب، راشيد الطالبي العلمي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن تنظيم هذه الفعالية البرلمانية الدولية هو اعتراف بالدور الريادي للمملكة في تكريس قيم التعايش بين الديانات والحضارات، مشيرا إلى أن الاتحاد البرلماني الدولي مدرك وواع بأهمية دور المغرب في تلطيف الأجواء ومواجهة التطرف، كما تترجمه الرسائل الملكية وتوجهات جلالة الملك محمد السادس.
وأورد السيد الطالبي العلمي أن اختيار المغرب لعقد واحتضان هذا المؤتمر الدولي بناء على قرار الاتحاد البرلماني الدولي يأتي كذلك إلى جانب عدد من المؤتمرات التي نظمتها المملكة، وآخرها المنتدى العالمي التاسع لتحالف الحضارات بفاس، مشيرا إلى فرادة ونوعية هذا المؤتمر، إذ لأول مرة يساهم البرلمانيون عبر العالم في النقاش حول الحوار بيد الأديان، من خلال قضايا التسامح والتعايش والانفتاح قبول الآخر.
وأضاف رئيس مجلس النواب أنه تم تسجيل حوالي 800 برلماني من مختلف دول العالم من مختلف الديانات لطرح حلول من شأنها مواجهة كل أشكال التطرف، مبرزا أنه بعدما كانت هذه القضايا حكرا على الحكومات أو الدول، يأتي تنظيم هذا المؤتمر لأول مرة، بمشاركة تحالف الحضارات التابع لهيئة الأمم المتحدة ومجموعة من العلماء إلى جانب الرابطة المحمدية للعلماء.
وبعدما نو ه إلى أن دستور المملكة المغربية يعترف في ديباجته بتعدد روافد الهوية المغربية المكو نة من مجموعة من الثقافات والحضارات، جد د السيد الطالبي العلمي تأكيده على أن الفضاء المؤسساتي الذي ستتيحه الفعالية البرلمانية سيعرف نقاشا حضاريا “نستمع فيه لبعضنا البعض ثم نقدم مجموعة من المقترحات ن صدر على ضوئها إعلانا في ختام النقاش”.
وفي هذا السياق، شد د رئيس مجلس النواب على أهمية الانخراط الجماعي للبرلمانيين من نواب ومستشارين في هذا العمل من أجل بلورته في النقاش العام داخل البرلمان ليس فقط البرلمان المغربي ولكن في جميع البرلمانات في العالم، من خلال اتخاذ مبادرات برلمانية من شأنها تعزيز الحوار والاعتدال والانفتاح.
وأكد السيد الطالبي العلمي أن البرلمانات هي نتاج العملية الديمقراطية والديمقراطية هي الاعتراف بالآخر كان أقلية أو أغلبية داخل الشعوب وداخل الأمم والدول، داعيا البرلمانيين إلى مواجهة جميع أنواع التطرف على مستوى الخطاب السياسي والعنف اللفظي وتعزيز قيم قبول الآخر بكل اختلافاته من أجل أن التعايش الجماعي والمشترك من أجل استدامة السلم والأمن.
وجدير بالذكر أن المشاركين، خلال الأيام الثلاثة للمناقشات وتبادل الآراء والأفكار، سيحددون محاور التعاون في مجالات من قبيل تعزيز السلام، ودولة الحق والقانون، وبناء مستقبل مشترك، والمساواة بين الجنسين، ومشاركة الشباب، والثقة والاعتراف المتبادل، والتضامن والاندماج، على أن يتوج المؤتمر باعتماد إعلان رفيع المستوى.
وي شكل الاتحاد البرلماني الدولي، باعتباره منظمة دولية لبرلمانات الدول ذات السيادة، منذ عقود عديدة منصة فريدة وشاملة تمكن البرلمانيين من جميع الجنسيات والأديان والمعتقدات من العمل سويا لمواجهة التحديات الكبرى التي تواجه العالم. ومنذ إنشائه سنة 1889، لم يفتأ الاتحاد يضع أسسا متينة بغية تعزيز الحوار والتفاهم، والإسهام في توفير الظروف المواتية للسلام، والديمقراطية، والتنمية المستدامة.