على غرار العلاقات الدبلوماسية الممتازة بين التوغو والمغرب، فإن التعاون الأكاديمي بين البلدين ما فتئ يتعزز، وبالنسبة للسلطات التوغولية ،فإن المغرب يعد شريكا استراتيجيا في مجال التعليم العالي.
وقال إنوسنت كاغبارا، الإطار بوزارة التعليم العالي والبحث بالتوغو، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن “المغرب اليوم بلد ذو مصداقية على الصعيد الأكاديمي، ويقدم الدعم في مجال التكوين الجامعي الذي تفتقر إليه التوغو ، لا سيما في التخصصات المستقبلية الضرورية لتنمية البلاد، دعم قائم بذاته بسبب امتلاكه لأحدث المعدات التكنولوجية. ويركز على العديد من المجالات من بينها الهندسة المعلوماتية والميكانيك والصناعات الغذائية والطاقات المتجددة”.
وأبدى إنوسنت كاغبارا وهو أيضا رئيس لجنة التربية والتنمية الاجتماعية والثقافية بالجمعية الوطنية في التوغو ، إعجابه بنظام التعليم العالي بالمغرب، وقال “بالنسبة لي ، التعليم العالي المغربي يضاهي المؤسسات الجامعية الأوروبية والأمريكية. فالمغرب، بلد مضيف للطلبة من إفريقيا جنوب الصحراء ويتوفر على بيئة مواتية للتعليم العالي، وما يميزه على وجه الخصوص تقديمه لعروض أكاديمية عالية الجودة وتوفره على مجموعة من التخصصات التي تتلاءم مع البيئة الاقتصادية العالمية الحالية، هذا علاوة على طاقم إداري وأكاديمي متفاني ودينامي. لقد أصبحت الجامعات المغربية “أرضا موعودة” للطلبة الذين يرغبون في الاندماج في العالم المهني دون صعوبة، فهي جذابة وتضمن تكوينا ذا جودة.”
وعبر إنوسنت كاغبارا الرئيس الوطني للحزب الديمقراطي الإفريقي عن اعتقاده أن التوغو ستستفيد بشكل كبير من التعاون الجامعي القائم مع المغرب، مؤكدا أن “الفرص التي يقدمها لنا المغرب من خلال تعليمه العالي ذات فائدة كبيرة، فمستقبل التوغو يمر بكل تأكيد من خلال العبقرية الإبداعية لأبنائه وبناته. وسيعود جميع طلبتنا الشباب الذين استقبلهم المغرب لإنشاء مقاولات ، وبالتالي المساهمة في زيادة مؤشراتنا الاقتصادية، ذلك أن التخصصات التي يقدمها لنا شركاؤنا مفيدة للغاية لاقتصاد السوق الحالي والمستقبلي، كما أن هناك قطاعات في التوغو تفتقر بشدة إلى الخبرة والاختصاص مثل التعدين والميكانيكا الكهربائية.
واضاف أنه “من خلال تعاوننا الجديد ، نؤمن بوضع حد لجميع أوجه القصور التي تضر باقتصادنا. بالنسبة لنا ، فإن المقاولة هي في صميم جميع القضايا. يجب علينا تمكين إخواننا وأخواتنا الشباب لتحويل اقتصادنا. سيظلون مصدرا لخلق الثروة بالنسبة لاقتصادنا ، وسيدعمون السياسات العامة والفاعلين الرئيسيين في القطاع الخاص “.
وأكدت العديد من المبادرات خلال السنوات الأخيرة، حيوية التعاون الجامعي بين البلدين، ففي شتنبر 2016 ، وقع البلدان ، من خلال وزيري التعليم العالي والبحث العلمي ، اتفاقية تعاون في مجال التعليم العالي والبحث العلمي. وفي عام 2018 ( 23 إلى 26 أكتوبر) عقد المنتدى الجامعي المغربي – التوغولي في لومي حول موضوع “التعليم ، عامل لتنمية التعاون جنوب-جنوب” ، والذي جمع بين الجامعات العمومية والخاصة بالبلدين.
وكان وزير الشؤون الخارجية والاندماج وتوغوليي الخارج قد كشف خلال لقائه نظيره ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ، في يونيو الماضي أن المغرب رفع من عدد المنح الدراسية التي يوفرها للطلبة التوغوليين كل عام، حيث ارتفع هذا العدد من 100 إلى 150.
والأكيد أن زيادة حصة المنح الدراسية المقدمة من المملكة المغربية لطلبة التوغو تشهد على الطابع الممتاز للتعاون الثنائي بين البلدين.