عبد الرزاق طريبق-ومع
يلتحق موشي كوهين كل يوم أحد بفصله التعليمي، بمدينة أشدود، جنوب إسرائيل، حيث ينتظره طلبة من أعمار متفاوتة ما يجمع بينهم هو رغبتهم في تعلم الدارجة المغربية.
وليس في أشدود فقط فموشي كوهين ينشط دورات تعليم للدارجة بكل من تل أبيب وعسقلان والقدس، فهناك إقبال كبير واهتمام بالغ بما تمثله من ثقافة عريقة يغذيها عشق المغرب .
ويعمل موشي، الفاسي أبا عن جد حيث ازداد وقضى سنوات الصبا قبل هجرة أسرته الى إسرائيل في فبراير 1956، على تنشيط فصول دراسية لتعليم الدارجة المغربية منذ عدة سنوات، فصول يقول إنها تلقى إقبالا كبيرا.
ويضيف في حديث لتلفزيون “إم 24” التابعة للمجموعة الإعلامية لوكالة المغرب العربي للأنباء إن الهدف هو الحفاظ على هذا الإرث في صفوف اليهود في إسرائيل.
ويؤكد أنه يلمس على الدوام اهتماما بالغا لدى كل الأجيال شبانا وكبارا، جميعهم يودون استرجاع لغتهم القديمة التي نشؤوا عليها أو التي يسمعون مكنوناتها من آبائهم.
منهجية موشي في تدريس الدارجة مختلفة، إذ تقوم على تلقين التراث اليهودي المغربي مكتوبا بالعبرية ومنطوقا بالدارجة اليهودية المغربية.
هكذا يعتمد مجموعة من القصائد الشعرية وقصائد الملحون اليهودي والأمداح والمراثي ونصوص أدبية وتاريخية مختلفة وحكايات وأمثال، ذات صلة بحياة اليهود المغاربة.
ويضيف إن هذه العملية هي في حد ذاتها تدريس للغة وللحياة الثقافية والاجتماعية لليهود المغاربة، خصوصا وأن الدارجة كانت تحتل مكانة هامة في إنتاجهم وحياتهم اليومية.
ويقول ليس كل اليهود تعلموا العبرية وغالبيتهم لم يكونوا يعرفونها بشكل جيد لذا كانت الدارجة اليهودية المغربية تحتل مكانا كبيرا، وفي أوائل القرن العشرين كان اليهود في فاس خصوصا يصدرون حتى جرائد وترجمات لكتب بالدارجة المغربية.
درس موشي كوهين في الجامعة العبرية في القدس، وحصل علي الدكتوراه في جامعة باريس الثامنة بأطروحة تتناول التأثيرات العربية والعبرية في الشعر والأدب لدى ميمون ابن دنان، آخر حاخامات غرناطة ودفين فاس.
وكان المشرف على أطروحته يهودي مغربي آخر من الصويرة، هو الراحل حاييم الزعفراني، أحد كبار المتخصصين الأكاديميين في اليهودية المغربية والبربرية ودراسات اليهود الشرقيين.
ويضيف موشي أن اهتمامه بتدريس الدارجة اليهودية المغربية نابع من الحرص على الحفاظ على التراث الغني لليهود المغاربة في مختلف تجلياته الأدبية والفنية والموسيقية.
ويقول منذ أكثر من 25 سنة وأنا أحمل هذا الاهتمام، وهو ما جعلني أيضا أنظم دورة تعليمية للدارجة المغربية داخل الكنيست (البرلمان)، مؤكدا في الختام حرصه على مواصلة هذه الرسالة ونقلها للأجيال الجديدة حتى لا تنقطع صلتها بتراثها المغربي.