تعرف مدينة بكين منذ يونيو الماضي، على غرار العديد من المناطق شمال الصين، موجة استثنائية من الحرارة الشديدة، مما دفع السلطات لإصدار نشرات انذارية متتالية من المستوى الأحمر.
وتعرف درجات الحرارة ارتفاعا بشكل غير مسبوق يصل لأكثر من 40 درجة بالعاصمة.
ورغم أن درجات الحرارة المرتفعة ليست بالأمر غير المعتاد في الصيف بالصين، خاصة في الغرب الجاف، وجنوب البلد، غير أن الخبراء يشيرون إلى أن الوضع يتفاقم بسبب التغيرات المناخية.
وقال الخبراء إن الاحتباس الحراري هو السبب الرئيسي لموجة الحر التي تضرب منطقة بكين وتيانجين وخبي، على الرغم من أن بعض العوامل الأخرى ساهمت أيضا في هذا الارتفاع.
وأوضح وي كي، الباحث في معهد فيزياء الغلاف الجوي التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، أن أسباب الطقس الحار في المنطقة معقدة للغاية، مشيرا إلى أن الاحتباس الحراري لا يزال هو السبب الرئيسي.
وأشار الخبير، في هذا السياق، إلى أن ظاهرة النينو تسببت في حدوث جفاف في شمال الصين، مع التسبب في ارتفاع درجات الحرارة.
وأضاف أن الارتفاع في درجات الحرارة لا يقتصر على الصين، مسجلا أنه خلال يونيو الماضي، تجاوزت درجات الحرارة في العديد من البلدان من قبيل المكسيك وباكستان وإيران 45 درجة.
وفي هذا الاطار فإن قضية المناخ يرتقب أن تكون محور المحادثات الصينية الأمريكية خلال الزيارة التي سيقوم بها قريبا المبعوث الأمريكي الخاص للمناخ، جون كيري لبكين.
ويتعلق الأمر بالزيارة الثالثة لوزير الخارجية الأمريكي السابق للصين منذ تعيينه بهذا المنصب من طرف الرئيس جو بايدن.
وقال المسؤول إن زيارته للصين ستكون فرصة لاستكشاف سبل تعزيز التعاون مع بكين في هذا المجال.
وأشار إلى أن الصين والولايات المتحدة هما أكبر اقتصادين في العالم، وأكبر دولتين من حيث الانبعاثات، مسجلا أنه “من الواضح أن لدينا مسؤولية خاصة لإيجاد أرضية مشتركة”.
وتعتبر إدارة بايدن أن المناخ أحد المجالات التي يمكن أن تتعاون فيها القوتان المتنافستان.
وكانت الصين قد علقت محادثات المناخ الصيف الماضي في أعقاب زيارة الرئيسة السابقة لمجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي لتايوان.