وما تزال الانتاجات التلفزيونية والسينمائية المغربية، الناطقة بالدارجة والأمازيغية والحسانية، بعيدة كل البعد عن الدراما والسينما والكوميديا المصرية والسورية، رغم الحرب المدمرة، وحتى الخليجية، التي طالما سخرنا من مستواها ونحن صغار، وكم سخرنا من طاش ماطاش وهاهم اليوم تجاوزونا بسنوات كثيرة..
للأسف لا تنقصنا الملايير، فالملايير تُصرف كل سنة على الانتاجات التلفزيونية الدرامية والكوميدية والسينمائية، لكن تعوزها الفكرة والحبكة والسيناريو والتصوير والإخراج، ونحن للأسف السباقون للإنتاج التلفزيوني إفريقيا وعربيا، وأصحاب هوليود إفريقيا.
إن ما نُشاهده اليوم هو اجترار وتكرار لنفس القصص، أو اقتباس من قصص لثقافات أجنبية إن لم نقل نقلا كاملا، دون تعديل في بعض الأحيان، دون الوصول لهويتنا السينمائية والدرامية، دارجة وأمازيغية.
إن الإجهاد التمثيلي الذي يتعرض له الممثلون المغاربة في ظرف شهرين إلى ثلاثة أشهر من الإنتاج المكثف يمنع عنهم اي إبداع، ونظرا لقلة فرص العمل يكونون مضطرين لقبول جميع العروض رغم معرفتهم بصعوبة إثقانها، ومعها يصبح المشاهد مضطرا لمتابعة نفس الممثلين في جميع القنوات، أبطالا في أعمال مختلفة في نفس القناة، نشاهده في عمل قبل الإفطار وأثناء الإفطار وليلا وضيفا على برامج سينما الواقع، وفي نفس الوقت في قنوات أخرى للقطب العمومي، لأن شركات الانتاج لا تملك الوقت الكافي لتجربة ممثلين مغمورين وشباب جدد في التمثيل نظرا لضيق الوقت المخصص للانتاج، وهذا أكبر عائق يقف أمام تطوير إعلامنا العمومي رغم الملايير والملايير التي صُرفت وتصرف عليه.
ملايير صُرفت وتُصرف على الانتاجات التلفزيونية كل سنة، وفي ظرف زمني وجيز، لا يتعدى ثلاثة إلى أربع أشهر، لكن تلك المبالغ ما يذهب منها للإنتاج فعليا صادم جدا، وهو ما يعكس ما نراه في باقة برامج قنوات قطبنا العمومي، من شرخ كبير بين ما يريده المشاهد المغربي ويمثل ثقافته ومع ما يُقدم له، أولا، وبين ما يصرف على الانتاج في طلبات العروض والمنتوج المعروض، ثانيا، وبين ما يراه في فضائيات العالم ومقارنته بما تبثه قنواته الرسمية، ثالثا، للأسف الشديد.