احتفل مسلمون ومسيحيون ويهود، أمس الأحد بالدار البيضاء، بالقيم المغربية للتعايش والأخوة، وذلك بمناسبة نهاية السنة الميلادية. وفي التفاصيل، التأم مسلمون ومسيحيون ويهود حول ” la Buche de la Fraternité / حلوى الأخوة” التي قدمها شباب مغاربة بمناسبة عيد الميلاد، مؤكدين بذلك تفرد المملكة في مجال تعزيز قيم السلم والتعايش.
ونظمت هذا الاحتفال بمبادرة من جمعيتي ( Marocains Pluriels ماروكان بلورييل / Marocains pluriels juniors / ماروكان بلورييل للشباب) بكنيسة نوتردام دو لورد، بحضور على الخصوص عامل عمالة مقاطعات الدار البيضاء – أنفا، عزيز دادس، والقنصل العام للولايات المتحدة الأمريكية بالدار البيضاء ماريسا سكوت توريس، والكاردينال كريستوبال لوبيز رومرو، رئيس أساقفة الرباط.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد السيد دادس على خصوصية النموذج المغربي في تعزيز قيم التعايش والعيش المشترك، تحت القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس أمير المؤمنين نصره الله.
من جانبه، أكد الكاردينال كريستوبال لوبيز رومرو، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المسيحيين يعيشون بسلام في المغرب ويحظون بالاحترام بشأن ممارساتهم الدينية، مشيدا في الوقت ذاته بهذه المبادرة ” التي تتيح لنا الاحتفال بعيد الميلاد مع أصدقائنا المسلمين واليهود”.
وأضاف أن الأمر يتعلق بفرصة ” لإظهار أننا نبقى إخوة وأخوات خارج إطار الأديان والمجموعات العرقية”، مشيرا إلى أن ” المغرب يستحق أن يحمل رسالة يجب نقلها إلى العالم أجمع مفادها أنه من الممكن أن نعيش ليس فقط في صداقة كاملة، بل في أخوة، مسلمين ومسيحيين ويهود”.
وأكد الكاردينال أن ” العالم، الذي يحتاج إلى السلام أكثر من أي وقت مضى، عليه أن يتعلم هذا الدرس الذي يقدمه المغرب”، مبرزا أن ذلك ممكن في المملكة “بفضل صاحب الجلالة الملك محمد السادس أمير المؤمنين، الضامن لقيم التعايش والانفتاح”.
من جانبها، أبرزت القنصل العام للولايات المتحدة الأمريكية، أن قيم السلام والوحدة التي تم التأكيد عليها بمناسبة هذا اللقاء، تستجيب لتطلعات المغرب، ولكن أيضا لضرورة عالمية في ما يتعلق بالسلام والوحدة والوئام.
وقالت إن المغرب هو مثال يحتذى في جميع أنحاء عالم نحتاج فيه إلى الإيمان بالإنسانية أكثر من أي وقت مضى.
بدوره، أشار رئيس جمعية (ماروكان بلورييل) أحمد غيات، إلى أن “هذه المبادرة للشباب المغربي تأتي في وقت يمر فيه العالم بعدة اضطرابات”، مشيرا إلى أن ” المملكة، تحت القيادة الحكيمة لجلالة الملك، تعرف كيفية الحفاظ على قيم العيش المشترك والأخوة”.
وتميز الحفل بتقديم شهادات لممثلي الديانات السماوية الثلاث، فضلا عن أغاني لكورال شباب paroisse، ترافقه فرقة موسيقية عيساوية.