ما يجب أن نعرفه عن جدري القردة وفق منظمة الصحة العالمية

ما هو جدري القردة؟

جدري القردة، ويُعرف اختصاراً باسم إمبوكس (Mpox)، هو مرضٌ يسببه فيروس جدري القردة. وهو عدوى فيروسية يمكن أن تنتشر بين الناس وأحياناً من البيئة إلى الناس عبر الأشياء والأسطح التي يلمسها شخص مصاب بجدري القردة. وفي الأماكن التي يوجد فيها فيروس جدري القردة بين بعض الحيوانات البرية، يمكن أيضاً أن ينتقل من الحيوانات المصابة إلى الأشخاص المخالطين لها. 

وبعد سلسلة من المشاورات مع خبراء عالميين، بدأت منظمة الصحة العالمية في استخدام مصطلح مفضل جديد هو “mpox” (إمبوكس) كمرادف لجدري القردة. اطّلع هنا على المزيد بشأن خلفية هذا المقرر.

ما هي أعراض مرض جدري القردة؟

يمكن أن تسبب جدري القردة مجموعة من العلامات والأعراض. وفي حين يعاني بعض الأشخاص من أعراض أقل حدة، فقد يصاب البعض الآخر بمرض أشد خطورة ويحتاجون إلى الرعاية في مرفق صحي. ويشمل الأشخاص الأكثر عرضة في العادة للإصابة بأعراض أكثر حدة الحوامل والأطفال والأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة، بمن فيهم الأشخاص المصابون بعدوى غير معالجة بفيروس الإيدز في مراحله المتقدّمة. 

وتشمل الأعراض الشائعة لجدري القردة ظهور طفح جلدي قد يستمر لمدة 2-4 أسابيع. وقد يبدأ ذلك بالحمى والصداع وآلام العضلات وآلام الظهر والوهن وتورم الغدد (الغدد الليمفاوية) أو يليها. ويبدو الطفح الجلدي مثل البثور أو القروح، وقد يؤثر على الوجه وراحة اليدين وباطن القدمين والأُرْبِيَّة والمناطق التناسلية. ويمكن أن تظهر هذه الآفات أيضاً في الفم أو الحلق أو الشرج أو المستقيم أو المهبل أو في العينين. وقد يتراوح عدد القروح من قرحة واحدة إلى عدة آلاف. ويصاب بعض الأشخاص بالتهاب داخل المستقيم (التهاب المستقيم) قد يسبب ألماً شديداً، بالإضافة إلى التهاب الأعضاء التناسلية الذي قد يسبب صعوبات في التبول. 

وفي معظم الحالات، تختفي أعراض جدري القردة من تلقاء نفسها في غضون أسابيع قليلة من خلال الرعاية الداعمة، مثل الأدوية المخففة للألم أو الحمى. ومع ذلك، يمكن أن يكون المرض، لدى بعض الناس، شديداً أو يؤدي إلى مضاعفات وحتى إلى الوفاة. وقد يكون حديثو الولادة والأطفال والحوامل والأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة الأساسي أشد عرضة للإصابة بمرض جدري القردة الأكثر خطورة وللوفاة. 

وقد يتضمن المرض الشديد الذي يسببه جدري القردة آفات أكبر وأكثر انتشاراً (خاصة في الفم والعينين والأعضاء التناسلية)، وحالات عدوى بكتيرية ثانوية في الجلد أو حالات عدوى الدم والرئتين. ويمكن أن تشمل المضاعفات العدوى البكتيرية الشديدة الناجمة عن الآفات الجلدية، وجدري القردة الذي يؤثر على الدماغ (التهاب الدماغ) أو القلب (التهاب عضلة القلب) أو الرئتين (الالتهاب الرئوي)، ومشاكل العين. وقد يحتاج الأشخاص المصابون بجدري القردة الحاد إلى دخول المستشفى والرعاية الداعمة والأدوية المضادة للفيروسات للحد من شدة الآفات وتقصير الوقت اللازم للتعافي. 

ووفقاً للبيانات المتاحة، فقد توفي ما بين 0,1 ٪ و10 ٪ من الأشخاص الذين أصيبوا بجدري القردة. ومن المهم ملاحظة أن معدلات الوفيات في البيئات المختلفة قد تتباين بسبب عدة العوامل، مثل إتاحة الرعاية الصحية وكبت المناعة الأساسي.

 

كيف ينتشر جدري القردة؟

ينتقل جدري القردة من شخص إلى آخر من خلال المخالطة الوثيقة لشخص مصاب بفيروس جدري القردة. وتشمل المخالطة الوثيقة الاتصال وجهاً لوجه (مثل التحدث أو التنفس بالقرب من شخص آخر مما قد يولد قطيرات أو رذاذ قصير المدى)؛ أو التلامس الجلدي (مثل اللمس أو الجنس الإيلاجي المهبلي/الشرجي)؛ أو ملامسة الفم للفم (مثل التقبيل)؛ أو ملامسة الفم للجلد (مثل الجنس الفموي أو تقبيل الجلد). وخلال الفاشية العالمية التي اندلعت في عام 2022، انتشر الفيروس أساساً من خلال الاتصال الجنسي. 

ويُعتبر الأشخاص المصابون بجدري القردة معديين حتى تتقشر كل آفاتهم، وتتساقط القشور، وتتكون طبقة جديدة من الجلد تحتها، وتشفى جميع القروح الموجودة في العينين والجسم (في الفم والحلق والعينين والمهبل والشرج)، وعادةً ما يستغرق ذلك من 2 إلى 4 أسابيع. 

ومن الممكن أيضاً أن يستمر وجود فيروس جدري القردة لبعض الوقت على الملابس وأغطية الأسرّة والمناشف والأشياء والإلكترونيات والأسطح التي لمسها شخص مصاب بجدري القردة. وقد يصاب شخص آخر يلمس هذه الأغراض، خاصة إذا كان مصاباً بجروح أو خدوش أو لمس عينيه أو أنفه أو فمه أو أغشية مخاطية أخرى دون غسل يديه أولاً. ويمكن أن يساعد تنظيف وتطهير الأسطح/الأشياء وتنظيف اليدين بعد لمس هذه الأسطح/الأشياء التي قد تكون ملوثة في الوقاية هذا النوع من السريان. 

ويمكن أن ينتشر الفيروس أيضاً أثناء الحمل إلى الجنين، خلال الولادة أو بعدها عن طريق ملامسة الجلد للجلد، أو من أحد الوالدين المصاب بجدري القردة إلى الرضيع أو الطفل أثناء المخالطة الوثيقة. 

وعلى الرغم من الإبلاغ عن حالات لحدوث العدوى من شخص عديم الأعراض (لا تظهر عليه الأعراض)، فلا تزال المعلومات محدودة بشأن ما إذا كان يمكن للفيروس أن ينتقل من أشخاص مصابين قبل ظهور الأعراض عليهم أو بعد شفاء آفاتهم. وعلى الرغم من عزل فيروس جدري القردة الحي من السائل المنوي، إلا أننا لا نعرف حتى الآن ما إذا كان يمكن للعدوى أن تنتشر عن طريق السائل المنوي أو السوائل المهبلية أو السائل الأمنيوسي أو حليب الأم أو الدم. 

 

هل يوجد علاج لجدري القردة؟

أدت سنوات عديدة صرفت في البحث بشأن علاجات جدري القردة إلى تطوير منتجات قد تكون مفيدة أيضاً لعلاج جدري القردة. وأُقرّ دواء مضاد للفيروسات جرى تطويره لعلاج جدري القردة (تيكوفيريمات) في كانون الثاني/يناير 2022 من طرف الوكالة الأوروبية للأدوية لعلاج جدري القردة في ظل ظروف استثنائية. وتتنامي الخبرة بشأن هذه العلاجات في سياق فاشية جدري القردة ولكنها لا تزال محدودة. ولهذا السبب، عادة ما يكون استخدامها مصحوباً بالمشاركة في تجربة سريرية، أو بروتوكول توسّع في الإتاحة يكون مصحوباً بجمع المعلومات التي من شأنها تحسين المعارف بشأن أفضل السُبُل لاستخدامها في المستقبل. 

وأتاحت منظمة الصحة العالمية عدداً صغيراً من علاجات التيكوفيريمات للاستعمال بدافع الرحمة، لا سيما للأشخاص الذين يعانون من أعراض حادة أو الأشخاص المعرضين لخطر الحصول على نتائج سيئة (مثل الأشخاص الذين يعانون من كبت المناعة والأشخاص المصابين بفيروس العوز المناعي البشري مع العدوى بفيروس الإيدز في مراحله المتقدّمة).

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.