كشف منتدى داعمي مؤيدي الحكم الذاتي داخل المخيمات، المعروف اختصارا بـ”فورساتين” عن “وجود شبكة لتهريب الأشخاص من المخيمات إلى فرنسا، ينشط عناصرها في مناطق متفرقة منها على الخصوص أوروبا ويرتكز عمل الشبكة داخل الأراضي الجزائرية”.
وأبرز “فروساتين”، أن “الشبكة تقوم بتسهيل سفر الأشخاص مقابل مبالغ مالية مهمة، و تبدأ العملية بالتنسيق عبر وسطاء للشبكة يتواجدون داخل الجزائر، ويتم تحديد موعد للتفاهم، وتسلم جزء من المبلغ، وبعد 20 يوما، يتسلم المرشح للتهريب أوراق السفر مع تأشيرة الخروج، و يسلم ما تبقى من المبلغ المتفق عليه” .
و تابع المنتدى أنه “بعد وصوله الى أوروبا، يلتقي من يمده بوثائق جديدة، تفيد أنه من ساكنة الأقاليم الصحراوية (العيون، السمارة، بوجدور، الداخلة )، ويوقع على ما يفيد بتعرضه للتعنيف و التعذيب من طرف السلطات المغربية، و بأنه قدم إلى أوروبا هربا من بطش المغرب، وبأنه يسعى إلى طلب اللجوء، رغم أنه في الحقيقة لم تطأ رجلاه أبدا الأراضي المغربية، وقد ازداد و كبر و عاش بمخيمات تندوف” .
وأورد المنتدة أن الشبكة “نجحت في التحايل على السلطات الفرنسية، واستطاعت تمكين عدد لا بأس به من شباب مخيمات تندوف من الحصول على اللجوء، وبعد شيوع الأخبار والتأكد منها، تقاطرت الطلبات على شبكة التهريب، التي ضاعفت تكاليف العملية، وأصبحت تنتقي مرشحيها بعناية شديدة خوفا من تفشي الخبر”.
ولفت المنتدى الانتباه إلى أن “قيادة البوليساريو، على علم تام بما يحدث من تهجير، بل و تتحصل على جزء من عائداته، ولا يتم شيء دون علمها، حتى أنها باتت تمنح أولوية للملف، وأصبحت تسهم في تهجير بعض الغاضبين من الوضع بالمخيمات، ومن يسعون لفضح الفساد المستشري بجبهة البوليساريو، بل وتبعث بوسطاء لإقناع المعارضين لسلك طريق الهجرة عبر صفقة الشبكة ” المضمونة” ، كما تبعث ببعض أقارب المرشحين من أتباعها، للمساعدة ماديا في تكاليف العملية، حتى تظهر الأمور طبيعية، و بأن لا علاقة للقيادة بالموضوع” .
وقبل يومين، يورد المصدر نفسه “انتشر خبر خروج الشاب الصحراوي ” الناجم سعيد غلا ” بين ساكنة المخيمات، فتساءل الجميع عن طريقة خروجه التي بدت قانونية، خاصة أنه نشر صورا لخروجه من الجزائر، ثم صور وصوله إلى فرنسا، قبل أن يخرج ببث مباشر يوضح فيه ملابسات سفره، و يبشر أهله وأقاربه بنجاح عملية السفر، بهدف العلاج ثم الاستقرار في إسبانيا”.
“ورغم أن المعني لم يتحدث عن التفاصيل، وطريقة حصوله على الوثائق و التأشيرة و كيف غادر من المخيمات إلى الديار الأوروبية”، يضيف المنتدى “لكن الجميع تأكد أن الشبكة المعلومة لها يد في تهجيره، كما أن قيادة البوليساريو قد تكون ساهمت بشكل غير مباشر في تسهيل خروجه، لترتاح من مشاكله، بسبب ما قام به من خرجات إعلامية فضحت ما يقع داخل المخيمات، و تسليطه الضوء على فساد عصابة البوليساريو”.
وأشار “فورساتين” إلى أن “الشاب الناجم، وإن كان وصل الى أوروبا و حقق الحلم الذي يراود كل شباب مخيمات تندوف، لكن الأكيد أنه لن يستطيع الحصول على الوثائق ولا الاستقرار الا عن طريق قبول تقمص دور شاب صحراوي قادم من جنوب المغرب، يعاني من الاضطهاد و التعنيف و يسعى الى اللجوء خوفا على حياته”.
وتساءل المنتدى إن “كانت السلطات الفرنسية تعلم بما يقع فوق أراضيها، وهل تعلم السلطات المغربية بما يتم اتهامها به زورا وكذبا، فقط للحصول على الموافقة على طلب اللجوء، وما يُدفع به من ملفات حقوقية مفبركة، تشترك جميعها في اتهام المغرب بما لا علاقة له به، بهدف إقناع السلطات الفرنسية بقبول الملف، و بالتالي تسهيل الحصول على اللجوء”.