أكدت وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة عواطف حيار، أمس الإثنين بالرباط، أن التركيز على الإعلام كمدخل للتغيير وإصلاح أوضاع المرأة المغربية يعد أمرا ملحا وذا راهنية.
وأضافت في كلمة لها خلال ندوة نظمتها وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة بشراكة مع سفارة الأردن بالرباط حول موضوع ” إعلام صديق للمرأة: من أجل بناء صورة إيجابية بعيدة عن كل نمطية”، أن الإعلام في الوقت الحالي يعتبر من أهم الوسائل وأكثرها نفوذا في بناء مجتمعات المعرفة وتشكيل وتوجيه القناعات والتصورات (…)، حيث يمكن له الارتقاء بالمعرفة المجتمعية من خلال تطوير المفاهيم وترسيخها وإبراز القيم النبيلة التي تساهم في الرقي الفكري للمجتمعات.
وتابعت حيار أن الإعلام أصبح اليوم يشكل خيطا ناظما ووسيطا أساسيا في عمليات التغيير التي تستهدف تحسين أوضاع النساء، مشيرة إلى علاقته بقضية النهوض بثقافة المساواة ومكافحة كل أشكال التمييز، حيث يمكن أن يكون فاعلا ومساهما بامتياز في الدفاع عن كرامة المرأة والنهوض بحقوقها ودعم وتعزيز مكانتها، فضلا عن إظهار الوجه المشرف للمرأة المغربية النموذج.
وأبرزت ،في هذا السياق، أن الوزارة تعمل مع مختلف القطاعات الحكومية والمؤسسات الوطنية والمجتمع المدني والقطاع الخاص والجماعات الترابية على بلورة الإطار الاستراتيجي للمساواة والمناصفة في أفق 2035 للخطة الحكومية للمساواة 2023-2026 والمرتكزة على ثلاثة محاور تتعلق “بالتمكين والريادة”و”حماية ورفاه” و”حقوق وقيم”.
من جانبه، أكد وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد المهدي بنسعيد أن اختيار موضوع الندوة يعكس مدى وعي مختلف الفاعلين والمتدخلين بأهمية الإعلام ودوره الحيوي والاستراتيجي بالنسبة لمجتمعات اليوم.
وأضاف في كلمة، ألقاها بالنيابة عنه الكاتب العام للوزارة بالنيابة مصطفى أمتجار أن الإعلام بمختلف مكوناته يضطلع بدور مهم وحيوي في تشكيل وبلورة الاتجاهات المختلفة، وتوجيه سلوكيات تساهم في تمكين المرأة ودمجها في الحياة العامة والمجتمعات، وكذا في تهيئته الظروف الملائمة لتحسين وضع المرأة من خلال طرح ومناقشة التحديات التي تواجهها.
ودعا بنسعيد، في هذا الصدد إلى بلورة ميثاق جديد يجعل من الإعلام أداة بناءة لخدمة المجتمع وأن يولي أهمية قصوى لقضايا المرأة وصورتها في إطار من المسؤولية والتعاقد على نبذ الخطابات التمييزية والمناقضة لكل القيم الكونية والأعراف المجتمعية السليمة.
وأكد أن الوزارة منكبة على تجويد الترسانة القانونية المؤطرة لمجال الإعلام بما يسمح وملائمتها مع المستجدات التي تطرأ في الساحة الإعلامية، مشيرا إلى دليل مكافحة الصور النمطية القائمة على التمييز على أسس النوع الاجتماعي في وسائل الإعلام بالمغرب لفائدة الصحفيين والمهنيين في القطاع.
من جانبها، اعتبرت سفيرة الأردن بالمغرب جمانة غنيمات أنه إن “لم يتم تحسين أوضاع النساء لن تتطور المجتمعات وإن لم تتحسن مشاركة المرأة اقتصاديا لن يتحسن المستوى المعيشي للأسرة”.
وأضافت غنيمات أن المرأة المغربية والمرأة الأردنية حققتا العديد من الإنجازات، كما تبوأت العديد من المواقع السياسية والاقتصادية والتشريعية والتنفيذية . وتندرج هذه الندوة في إطار تنفيذ التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، للنهوض بحقوق وأوضاع المرأة، وتفعيل مضامين البرنامج الحكومي (2021-2026) والاستراتيجية الجديدة للوزارة “جسر ” (2022-2026)، و”لإدماج اجتماعي مبتكر ومستدام”، والقائمة على ثلاثة دعائم، لاسيما الدعامة الثانية المتعلقة بالمساواة والتمكين والريادة والتي تعد التعبئة المجتمعية من أجل المساواة أحد المحاور الرئيسية لتحقيقها عبر تعبئة وسائل الإعلام للمساهمة في تطوير العقليات بشأن الصور النمطية وتقوية برامج تربوية حول قضايا المساواة والنهوض بثقافة المساواة داخل الأسرة. ويهدف هذا اللقاء إلى تطوير مقترحات عملية كفيلة بالنهوض بثقافة المساواة بين الجنسين ومحاربة الصور النمطية وكافة أشكال الاستغلال والتمييز ضد المرأة، كما تسعى الى إثارة عدد من التساؤلات الملحة وذات راهنية تتعلق بالضوابط الكفيلة بالحفاظ على إعلام إيجابي غير متحيز يتماشى مع الإصلاحات والرهانات المتعلقة بالنهوض بوضعية المرأة وتمكينها، والسبل الكفيلة بتحقيق الإلتقائية بين عمل الوزارة في مجال إشاعة ثقافة المساواة ومحاربة الصور النمطية وبين البرامج الإعلامية لمختلف المنابر.
وتضمن برنامج الندوة حلقة نقاشية تمحورت حول “المعالجة الإعلامية للصور النمطية المسيئة للمرأة والعنف ضد النساء”، شارك فيها مختلف الفاعلون في مجال الإعلام السمعي البصري، وكذا الصحافة المكتوبة والرقمية وخبراء وأكاديميين.