تعادل سلبي وأحداث مشينة..عنف جماهيري يفسد لقاء خنيفرة والكوكب

عادت ظاهرة الشغب في الملاعب لتلقي بظلالها السوداء على الكرة الوطنية، وهذه المرة في المباراة التي جمعت شباب أطلس خنيفرة بالكوكب المراكشي، ضمن الجولة العاشرة من القسم الاحترافي الثاني.

أحداث العنف التي شهدها الملعب البلدي بمدينة خنيفرة، اليوم الأحد، أكدت أن أزمة شغب الجماهير لا تزال عصية على الحل، وتضع علامات استفهام عريضة حول الجهود المبذولة للحد من هذه الظاهرة المؤرقة.

ملعب تحول إلى ساحة معركة

تحولت أرضية الملعب من مسرح للمتعة الرياضية إلى ساحة حرب، بعدما اقتحمت جماهير شباب أطلس خنيفرة أرض الملعب، وتبادلت التراشق بالحجارة مع مناصري الكوكب المراكشي، في مشهد مأساوي أساء إلى سمعة مشجعي الكرة المغربية، وأعاد إلى الأذهان مشاهد عنف مشابهة تهدد مستقبل اللعبة الأكثر شعبية في البلاد.

رغم تدخل رجال الأمن ومحاولاتهم الحثيثة للسيطرة على الوضع، إلا أن المواجهات خلفت إصابات في صفوف الجماهير، وتسببت في تأجيل انطلاق الشوط الثاني، في لقاء يفترض أن يكون مناسبة رياضية ممتعة، انتهت بالتعادل السلبي، لكن النتيجة على أرض الواقع كانت خسارة فادحة للقيم الرياضية والأخلاقية.

عنف متجدد وأسئلة بلا إجابات

هذه الأحداث ليست معزولة، بل تأتي ضمن سلسلة من أعمال الشغب التي باتت تتكرر بشكل مقلق في الملاعب المغربية، وظاهرة العنف هذه تحولت إلى أزمة تهدد بتقويض كل الجهود الرامية إلى تطوير كرة القدم الوطنية، لا سيما في ظل استعداد المغرب لاستضافة كأس العالم 2030 بشراكة مع إسبانيا والبرتغال، كيف يمكن لبلد يستعد لتنظيم أكبر حدث كروي عالمي أن يواجه ظاهرة العنف المتجذرة في ملاعبه؟

الأسباب العميقة والمسؤولية المشتركة

تتعدد الأسباب وراء ظاهرة الشغب، من غياب التوعية الجماهيرية والثقافة الرياضية، إلى سوء تنظيم المباريات وضعف البنية التحتية الأمنية في الملاعب، لكن المسؤولية لا تقع فقط على الجماهير، بل تشمل الأندية والإعلام الرياضي والجهات الوصية على كرة القدم.

الأندية مطالبة بتكثيف الجهود للتواصل مع جماهيرها وتوعيتهم بأهمية الروح الرياضية، والإعلام الرياضي يتحمل مسؤولية نبذ الخطاب التحريضي الذي يثير التعصب أحيانا، أما السلطات الأمنية، فمطالبة بتطوير استراتيجياتها لضمان سلامة الملاعب دون اللجوء إلى العنف المفرط.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.