عبر توفيق بوعشرين، مدير جريدة “أخبار اليوم” السابق، الذي أُفرج عنه مؤخرًا بمناسبة الذكرى الفضية لعيد العرش بموجب عفو ملكي، عن سعادته الغامرة بمغادرته السجن.
أكد بوعشرين في كلمته خلال مهرجان للاحتفاء بالمعتقلين المفرج عنهم، والذي نظمته الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أنه لا يحمل أي حقد أو رغبة في الانتقام، داعيًا إلى الإفراج عن باقي المعتقلين السياسيين، وخاصة معتقلي حراك الريف.
وفي كلمته التي ألقاها يوم السبت، شدد بوعشرين على أن الإفراج عنه وعن زملائه المعتقلين كان بفضل مبادرة ملكية نبيلة، مقدماً شكره على هذه الخطوة التي وصفها بأنها “نقطة نهاية لكابوس طويل”.
وأوضح أن هذا العفو أنهى سنوات من المعاناة التي طالت العائلات، والتي شهدت رحلات مستمرة إلى قاعات زيارة السجناء، وسمح للمعتقلين برؤية أطفالهم يكبرون أمامهم.
رغم فرحته بالإفراج عنه، أشار بوعشرين إلى أن فرحته لم تكتمل، لأن العديد من المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي لم ينالوا حريتهم بعد، مشددا على ضرورة الإفراج عن أبطال حراك الريف الذين تحملوا الكثير من المعاناة والظلم، إضافة إلى نقيب المحامين السابق محمد زيان.
وفيما يتعلق بالفترة التي قضاها في السجن، قال بوعشرين إن “السجن ليس أسوأ ما تعرض له”، بل كان التشهير اليومي به وبعائلته في وسائل الإعلام، خاصة الرسمية منها، هو الأكثر إيلاما، مضيفا أن حتى القضاة رغم قسوة أحكامهم، كانوا أحيانًا أرحم من وسائل الإعلام التي شوهت صورته وصورة عائلته.
وأكد بوعشرين أن المغرب يتسع للجميع ويضمن للجميع إمكانية العيش بحرية وتحت سقف القانون، معبرا عن أمله في أن تستمر المبادرات الحقوقية وأن تكون بداية لانفراجة حقيقية في السياسة والصحافة والنضال الحقوقي والاجتماعي.
واختتم بوعشرين كلمته بالتأكيد على أن المغرب يجب أن يحتفي بالحرية والقانون، بعد أن فقدهما المجتمع في السنوات الأخيرة، متمنيا أن تكون هذه المرحلة الجديدة بداية لعصر جديد من العدل والحرية.
يذكر أن توفيق بوعشرين كان قد أُدين عام 2019 بالسجن لمدة 15 سنة بعد اتهامه بالاتجار بالبشر واستغلال السلطة لأغراض جنسية، وعلى الرغم من الحكم، أكد بوعشرين خلال فترة سجنه على براءته، مشيرا إلى أن القضية كانت مسيسة، وبعد حوالي سبع سنوات قضاها خلف القضبان، أُفرج عنه بموجب عفو ملكي، ليعانق الحرية مجددًا.