قال فوزي بكاوي مدير المعهد الوطني للبحث الزراعي إن المغرب يواجه التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية على القطاع الزراعي وندرة المياه من خلال العديد من البرامج والتدخلات وفق منظور استراتيجي يتضمن بعضها مخطط الجيل الاخضر.
وأضاف بكاوي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش مشاركته في أشغال المؤتمر الدولي الأول حول تقنيات إنتاج الغذاء من البحر والصحراء الذي تنظمه وزارة الفلاحة والتنمية القروية الإسرائيلية، بمدينة إيلات، أن مخطط الجيل الأخضر يتضمن أهدافا محددة بدقة من بينها مثلا تطوير 50 نوع جديد من الحبوب والفواكه والنباتات الزيتية والقطاني تكون أكثر تأقلما واستدامة لمواجهة ندرة المياه.
وقال “لقد أثبتت التجارب أنه حتى إنتاج هذه الأصناف يكون مردوده أكبر ب 50 في المائة ونأمل في الوصول الى تحقيق هذا الهدف في حدود 20 الى 30 سنة”.
نموذج آخر، يضيف بكاوي، وهو استخدام التكنلوجيا الرقمية في القطاع الزراعي، كمثال على ذلك استعمال لاقطات استشعار في الحقول وأنظمة الري تحدد نسبة المياه وفق نوعية التربة لسقي ما هو مطلوب فقط.
النموذج الآخر وهو في علاقة بصحة التربة حيث سيتم الاعتماد التدريجي لنظام الحرث شبه المباشر semi direct وهو ما يعني الاقتصار فقط على إحداث ثقب بدل قلب الأرض.
وقال : “كما تعلمون إن مختلف الأنشطة الزراعية التقليدية لدينا تقوم على قلب الأرض وحرثها ربما مرتين. هذا يعني أن الماء المخزن في التربة يتبخر. وفي نظام الحرث بالأثقاب ، يقتصر الأمر فقط على إحداث ثقب لوضع البذرة وبالتالي يبقى الماء مخزنا في الأرض. وإنتاجية هذا النظام جيدة . ومن خلال الدراسات التي أعدها المعهد بتعاون مع وزارة الفلاحة وشملت 4000 هكتار وجدنا أن المردود المتوسط لهذا النظام هو 11 قنطار في الهكتار فيما لا تبلغ الإنتاجية بالنسبة للنظام التقليدي المتبع حاليا سوى 4 قنطار. وضمن استراتيجية الجيل الأخضر وضعنا كهدف الوصول الى هدف مليون هكتار وفق هذا النظام الزراعي من أصل 4 ملايين هكتار في قطاع البور”.
وأكد بكاوي أن هذه التقنية ليست فقط للحفاظ على الماء ولكن أيضا لتقوية تغذية التربة بالمواد العضوية، فأحد المشاكل التي تعاني منها التربة في المغرب هو فقدان موادها العضوية بفعل الفلاحة المتكررة وفي النظام الجديد للحرث غير المباشر يكون هناك تداول وتبقى المواد العضوية في التربة، مضيفا أن هذه التقنية مستخدمة في الفلاحة على نطاق واسع عالميا واعتمادها سيمكننا من التقليل من الخسائر الناتجة عن ضعف الموارد المائية في السنوات الصعبة.
وأشار بكاوي من جانب آخر الى أن مؤتمر إيلات حول الفلاحة في البحر والصحراء طرح العديد من القضايا المهمة وذات راهنية واهتمام على الصعيد المغربي، من قبيل الزراعة في الصحراء وفي المناخ الحار والجاف وما تتطلبه من تحديات.
وقال لقد كانت فرصة أيضا للاطلاع على آخر الابتكارات التكنلوجية في مجال الفلاحة في علاقة بتدبير مسألة ندرة المياه والزراعة في المناطق الحارة في الصحراء.
وأضاف أن المؤتمر ناقش أيضا قضايا هامة تمثل تحديات في السنوات القادمة، بما في ذلك معدل النمو السكاني ، والاحترار العالمي، والتغيرات المناخية وتناقص المساحات الخصبة للمحاصيل الزراعية، والبدائل المطروحة في القطاع الزراعي، كما كانت المشاركة المغربية أيضا فرصة للالتقاء بالعديد من الباحثين والمشاركين الدوليين والاطلاع على أبرز الدراسات الحديثة في القطاع والتي تهم القضايا التي يشتغل عليها المعهد والمتمثلة في تطوير الفلاحة المغربية عموما بما في ذلك تحسين الجودة والانتاج والاستدامة في مختلف الزراعات الرئيسية.