لا تزال أجواء التوتر تسود القلعة الخضراء، إذ تتوالى الأزمات على نادي الرجاء الرياضي في موسم وصفه كثيرون بـ”الكارثي”.
الفريق الذي يحمل تاريخا عريقا في كرة القدم المغربية والإفريقية يجد نفسه اليوم أمام تحديات تهدد مستقبله القريب، سواء على المستوى المحلي أو القاري.
تداولت وسائل الإعلام مؤخرا أخبارا تفيد بأن عادل هلا، رئيس النادي، قرر تقديم استقالته في ندوة صحفية، مما أثار موجة من التساؤلات والغضب بين الجماهير، إلا أن مصادر مقربة من الإدارة نفت هذه الإشاعات، مؤكدة استمرار هلا في منصبه، ورغم ذلك، يبقى السؤال المطروح: هل يستطيع الرئيس الحالي الصمود وسط هذه العواصف أم أن الاستقالة أصبحت مسألة وقت فقط؟
نتائج مخيبة للآمال
على مستوى الأداء، يعيش الرجاء موسما متعثرا بدأ بانطلاقة ضعيفة في الدوري الاحترافي، تلتها نتائج سلبية في دوري أبطال إفريقيا، ومع اقتراب الفريق من توديع دور المجموعات، تتعاظم المخاوف من استمرار هذه السلسلة السلبية، التي أثرت بشكل كبير على معنويات اللاعبين والجماهير.
نزيف بشري يزيد من عمق الأزمة
لم تكن النتائج السلبية وحدها مصدر القلق، بل أضافت استقالات أعضاء المكتب ومغادرة لاعبين بارزين المزيد من الضغوط، فقد شهد الفريق فسخ عقد لاعبه يسري بوزوق الذي اتجه نحو الرائد السعودي، بالإضافة إلى الحارس أنس الزنيتي الذي يقترب من الانضمام للوصل الإماراتي، ورغم رحيل هؤلاء، لم يتمكن النادي من الاستفادة المادية من انتقالهم، مما يطرح تساؤلات حول سوء التسيير وضعف الإدارة المالية.
الجماهير بين الغضب والأمل
تُعد جماهير الرجاء من أبرز نقاط قوة النادي، لكنها أصبحت اليوم في حالة احتقان بسبب تدهور الوضع، كما تصاعدت أصوات المطالبة بالإصلاحات الجذرية، بدءا من تغيير الإدارة وانتهاء بإعادة النظر في اختيارات الطاقم التقني واللاعبين، ورغم الغضب العارم، لا تزال بعض الأصوات تدعو إلى دعم الفريق في هذه المرحلة الصعبة.
تاريخ الرجاء الرياضي مليء بالإنجازات والبطولات، لكنه اليوم يواجه اختبارا حقيقيا يهدد مكانته كواحد من أعظم الأندية المغربية، فهل سيتمكن النادي من النهوض من جديد واستعادة هيبته، أم أن مسلسل الانحدار سيستمر ليضع نقطة النهاية لأحد أكثر الفرق عراقةً في المغرب؟ وأمام هذه الأزمات المتلاحقة، يبدو أن الرجاء بحاجة إلى ثورة شاملة، تبدأ بالإدارة وتمتد إلى الطاقم الفني واللاعبين، والكرة الآن في ملعب الإدارة والجماهير، فإما أن تكون هذه الفترة مجرد كبوة فارس، أو بداية لنهاية مؤلمة لفريق صنع أمجاده بعرق أبنائه ودعم عشاقه.