افتتحت اليوم الخميس بالرباط ، أشغال ندوة دولية تنظمها وزارة التجهيز والمياه حول موضوع “المفاهيم المبتكرة للاستغلال الطرقي من أجل نقل أمن ومستدام”، بحضور العديد من الخبراء المغاربة والأجانب. وشكل هذا الحدث العلمي المنظم بشراكة مع الجمعية المغربية الدائمة لمؤتمرات الطرق والجمعية الدولية للطرق، فرصة لتبادل الخبرات والمعارف في المجالات المتعلقة بالاستغلال الطرقي، لاسيما أنظمة النقل الذكية التي تعتبر التنقل بمثابة خدمة متكاملة لتبادل الخبرات والمعارف حول المبادرات العالمية المتعلقة بالاستغلال الطرقي .
وبهذه المناسبة، أكد وزير التجهيز والماء نزار بركة، في كلمة افتتاحية، أن تنظيم هذه الندوة يعد حدثا بارزا لما يوفره من فضاء مميز لتبادل الآراء حول الإشكاليات التي يطرحها تدبير الطرق.
وفي إطار التعاون القائم والدائم بين المغرب والجمعية الدولية للطرق، ذكر السيد بركة في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه الكاتب العام للوزارة مصطفى فارس أن المغرب نظم العديد من المؤتمرات والندوات ذات البعد الدولي والإقليمي والمتعلقة بمجالات استغلال وتمويل وتطوير التقنيات في مجال بناء والصيانة الطرق.
وأكد الوزير أن من أهم هذه اللقاءات الدورة التاسعة عشرة للمؤتمر العالمي للطرق التي عقدت في شتنبر 1991، بمراكش، والتي كان المغرب حينها أول بلد إفريقي يستضيف هذا المؤتمر، و الندوة الخاصة بصيانة الطرق القروية المقامة بالرباط في أبريل سنة 2006، وكذا الندوة الخاصة بتمويل البنى التحتية للطرق المقامة بالرباط في أبريل سنة 2009 ، فضلا عن الندوة الخاصة بأعمال الحفر والأرصفة في البيئات القاحلة وشبه القاحلة المقامة بالرباط في يونيو سنة 2014 و الندوة الخاصة بسياسات وبرامج إدارة السلامة على الطرق المقامة بمراكش في أبريل 2017.
كما تطرق الوزير إلى الدور المحوري الذي تلعبه البنيات التحتية الطرقية في التنمية التي تعرفها المملكة، مؤكدا أن الطرق تشكل أهم وسيلة لحركة الأفراد والبضائع في المغرب بحصة تزيد عن 90 في المائة و 75 في المائة لنقل البضائع فضلا على ما يساهم به النقل البري بنسة تصل إلى 6 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي”.
كما قال إن المغرب يتوفر على أكثر من 57300 كيلومتر من الطرق المصنفة منها 45350 كيلومترا من الطرق المعبدة، مؤكدا أن قيمة هذا الرصيد الطرقي تقدر بنحو 245 مليار درهم .
وبحسب آخر تقرير صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، أبرز الوزير أن المغرب يحتل المرتبة الأولى في المغرب العربي والخامس في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من حيث جودة البنية التحتية للطرق.
واعتبر أن موضوع هذه الندوة يتماشى ورهانات السياق الحالي المتميز بتزايد الطلب على حركية الأشخاص والبضائع والحاجة إلى تعزيز النقل المستدام وإلى الحد من آثار الاحتباس الحراري، مؤكدا أن أنظمة النقل الذكية أتبتت فعاليتها في جميع أنحاء العالم، لا سيما فيما يتعلق في مجال السلامة الطرقية وتقليل الازدحام.
من جانبها، أعربت فالنتينا غالاسو عضو الجمعية الدولية للطرق أن تنظيم هذا اللقاء سيسمح للأطراف بمناقشة مجموعة من المواضيع الهامة والجادة التي تعنى بمجال النقل، معتبرة أنه فرصة لتقاسم وجهات النظر مع مشاركين من مختلف دول العالم حول أنظمة نقل ذكية أتبتت فعاليتها . واستعرضت السيدة غالاسو أهم أهداف الجمعية الدولية للطرق وطريقة اشتغالها باعتبارها منتدى عالمي لتبادل المعرفة والخبرة بشأن سياسات وممارسات خاصة بالطرق والنقل البري.
من جانبه، قال الرئيس المنتدب للجمعية المغربية لمؤتمرات الطرق عبد الله الإسماعيلي إن الجمعية وبشراكة مع وزارة التجهيز والماء والجمعية الدولية لمؤتمرات الطرق، تنظم هذه الندوة العلمية الدولية لتسليط الضوء على الممارسات المتعلقة بتطبيق أنظمة النقل الذكية في مجال استغلال الطرق.
كما أكد الإسماعيلي أن هذه الندوة التي يحضرها أكثر من 300 مشارك من المغرب ومن مختلف دول العالم تمثل فرصة لتقاسم التجارب الفضلى في مجال النقل بين الدول المشاركة.
يشار إلى أن أشغال هذه الندوة الدولية ستستمر أيام 12 و13 ماي الجاري.