احتضن مسرح محمد الخامس بالرباط، مساء اليوم السبت، أمسية فنية كبرى بعنوان “نزهة في رياض الملحون”، جمعت رواد عازفي وعازفات فن الملحون من كل ربوع المملكة، احتفاء بإدراج هذا الفن تراثا لا ماديا للإنسانية من طرف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو).
وتميزت هذه الأمسية الفنية في طرب الملحون، المنظمة من طرف وزارة الشباب والثقافة والتواصل، بحضور عدد من الوجوه الثقافية والفنية المعروفة في الساحة الوطنية، وسط جمهور غفير، من مختلف الأعمار، من عشاق هذا الشكل الغنائي المغربي الأصيل، الذي يشكل ركنا من أركان الموروث الثقافي المغربي.
وانطلق الحفل بعرض الشريط الذي تم تقديمه أمام اللجنة التابعة لمنظمة اليونسكو، من أجل تصنيف فن الملحون تراثا لا ماديا للإنسانية، من إعداد وزارة الشباب والثقافة والتواصل، بشراكة مع أكاديمية المملكة المغربية، والذي سلط الضوء على تاريخ ظهور هذا الفن بالمغرب، قبل انتشاره في مختلف مناطق المملكة.
كما تضمن الشريط شهادات مجموعة من الباحثين المغاربة في فن الملحون، أبرزت مكانة هذا الفن في الثقافة المغربية.
وشهدت هذه الأمسية التراثية تقديم مجموعة مختارة من أبرز قصائد الملحون المغربي، سواء في المديح النبوي أو في الموعظة والحب والمدح وغيرها، من أداء نخبة من ألمع منشدي هذا الموروث الفني المغربي الأصيل، مثل سعيد المفتاحي، وعبد العالي البريكي، والبشير الخضار، وعبد العالي الطالبي، ونور الدين الرجراجي، ومحمد البوعبدلاوي، وإدريس الزعروري، وعبد الكريم الصادقي.
واستمتع الجمهور أيضا بأصوات نسائية في فن الملحون المغربي، كماجدة اليحياوي، وسناء مرحاتي، ونعيمة الطاهيري، وفاطمة الزهراء رحال، وفاطمة حداد، وشيماء الرداف، وناريمان البكيوي.
وأعرب رئيس جمعية الهنتاتي لتنمية التراث الاندلسي وفن الملحون بالجديدة، العازف رشيد الهنتاتي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن سعادته وشرفه بالمشاركة في هذه الاحتفالية التراثية “التي لمت شمل ممارسي هذا التراث الفني المغربي الأصيل”، مبرزا أن فن الملحون يعد تراثا ثقافيا أصيلا ضاربا في القدم.
كما أشاد بمثل هذه المبادرات، التي لها دور مهم في تعزيز إشعاع هذا الفن المغربي الأصيل والحفاظ عليه، وإيصاله للأجيال المقبلة من خلال تلقينه للأطفال، باعتباره “موروثا ثقافيا تركه لنا الأجداد”، مبرزا أن فن الملحون يحظى بمكانة كبيرة جدا لدى جميع المغاربة.
وقالت الفنانة الشابة، شيماء الرداف، في تصريح مماثل، إن المشاركة في هذا الحفل الموسيقي الكبير، إلى جانب ثلة من رواد فن الملحون بالمغرب، “يعد شرفا كبيرا بالنسبة لي”، مبرزة أن إدراج فن الملحون ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للإنسانية هو إنجاز بارز بالنسبة لهذا الفن التراثي المغربي وكل الفنانين الذين يتعاطون له.
وأضافت أن فن الملحون يمثل هوية وتراث كل المغاربة، و”يجب الحفاظ عليه”، موضحة أن جيل الشباب من عازفي هذا اللون الفني، مطالب بحمل مشعل هذا التراث المغربي الأصيل لحمايته من الاندثار.
يذكر أنه تم إدراج فن الملحون ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للإنسانية، خلال الدورة الثامنة عشرة للجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي لمنظمة اليونسكو، التي انعقدت أشغالها خلال الفترة ما بين 4 و9 دجنبر الجاري، في كاساني بجمهورية بوتسوانا.