سلط أكاديميون وخبراء، أمس الخميس بالداخلة، الضوء على أهمية البحث الأكاديمي في الذكاء الاقتصادي، ومدى ارتباطه وتداخله بعدة مجالات أخرى، وذلك بمناسبة انعقاد الملتقى الرابع لمنتدى الجمعيات الإفريقية للذكاء الاقتصادي، والمؤتمر الثاني للذكاء الاقتصادي للمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بالداخلة، حول موضوع: “المجالات الجديدة للذكاء الاقتصادي في افريقيا والعالم”.
ويتميز هذا الملتقى، المنظم على مدى يومين ( 7- 8 دجنبر الجاري) ، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من طرف الجامعة المفتوحة للداخلة ،والمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بالمدينة ذاتها ،بشراكة مع مجلس جهة الداخلة وادي الذهب، وبإشراف من جمعية الدراسات والأبحاث للتنمية، بتقديم حصيلة الأبحاث والدراسات في مجال الذكاء الاقتصادي في إفريقيا والعالم.
وفي هذا الصدد، أوضحت نيشا سويديس ، الأستاذة بكلية الاقتصاد وعلوم الإدارة بجنوب إفريقيا، في مداخلة تحت عنوان “البحث في الذكاء الاقتصادي في إفريقيا” خلال الجلسة الأولى لهذا الملتقى حول “تقييم البحث في الذكاء الاقتصادي في إفريقيا والعالم”، أن الذكاء الاقتصادي أو الذكاء التنافسي، يرتبط أيضا بالمؤسسات والشركات باختلاف مستواه ومدى أهميته، مبرزة أنه يرتبط أيضا بالموارد البشرية والتكنولوجيا كي تستمر في التنافسية.
وبعد أن أبرزت بعض التجارب الافريقية التي تعتمد على الذكاء الاقتصادي في مجالات أخرى، قالت إن المغرب يتمتع باقتصاد متقدم كونه يغطي مجالات مختلفة تشمل الفلاحة والتعدين والسياحة، مشيرة إلى أن السبب في ذلك هو وجود سياسات اقتصادية تساهم في الذكاء الاقتصادي.
ومن جانبه قال، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الذكاء التنافسي الاستراتيجي للمحترفين، بالولايات المتحدة الامريكية، بول سانتيلي، إن بزوغ وتطور العديد من الشركات بعد جائحة كوفيد 19، يرجع إلى كيفية استغلال البيانات الرقمية والتطور الرقمي.
وأبرز في هذا السياق، الدور الذي لعبه الذكاء الاصطناعي من خلال توفير البيانات وإمكانية فهم كيفية عمل الآلة عبر التعرف على البرمجيات التي تعمل بها.
وفي سياق متصل ، سلط الأمين العام لمنتدى الجمعيات الافريقية للذكاء الاقتصادي، منير رشدي، خلال الجلسة الثانية حول “حالة البحث في مجال الذكاء الاقتصادي في الدول الأعضاء في المنتدى”، الضوء حول البحث في الذكاء الاقتصادي في المغرب، موضحا أن بحوث الدكتوراه في المغرب عرفت قفزة نوعية سنة 2016 حول الذكاء الاقتصادي.
وسجل في السياق ذاته تراجع المقالات البحثية المتعلقة بالمجالات الاقتصادية سنة 2020، متوقفا عند إشكالية هجرة الباحثين وقيامهم ببحوث عن المغرب من دول الاستقبال.
وتميزت الجلسة الافتتاحية التي عرفت حضور والي جهة الداخلة وادي الذهب، علي خليل، بالتوقيع على اتفاقيات شراكة بين الجامعة المفتوحة للداخلة ومؤسسات أكاديمية وطنية وافريقية، فضلا عن تقديم جائزة البحث في الذكاء الاقتصادي في إفريقيا، و جائزة SCIP الدولية في ريادة الذكاء. كما تم بالمناسبة تكريم الأستاذ مولاي إدريس العلوي المدغري، كأول رئيس للجمعية المغربية للذكاء الاقتصادي.