طرحت برمجة العطل المدرسية خلال السنوات الأخيرة أكثر من علامة استفهام حول جدواها ومواعيدها، ومدى عمل الوزارة الوصية على تقدير تبعاتها على العملية التعليمية التعلمية.
وازدادت شدة هذا الجدل خلال العطلة المدرسية الحالية، خاصة كونها تأتي مباشرة بعد عطلة عيد الفطر والتي امتدت لأربعة أيام بالإضافة إلى يوم الأحد، خاصة مع اقتراب انتهاء الموسم الدراسي واقتراب الامتحانات الاشهادية.
في هذا السياق، أكد المفتش التربوي، يوسف البهالي، عضو المكتب الجهوي لنقابة مفتشي التعليم، أن العطل المدرسية تم توزيعها على فترات زمنية دون مراعاة شرط التناغم مع الهندسة البيداغوجية، “وهو ما شكّل عائقا يحول دون التحصيل الإيجابي، ويضعف جودة التعلّمات”.
وأبرز المفتش التربوي، في تصريح خص به موقع الأول للأخبار، أن برمجة العطل المدرسية أصبحت تشكل جزءاً مهما من التنظيم التربوي في جميع أنظمة التربية والتكوين الحديثة، مشددا على أنها “إجراء استراتيجي ينبغي أن يتجاوز حدود الرؤية التقنية البسيطة ليراعي الهندسة البيداغوجية وبنية البرامج والمناهج التربوية في ضبط مواقعها على امتداد الموسم الدراسي، كما ينبغي أن يراعي إيقاع التعلّم في علاقة بوثيرة النمو لدى المتعلمين بما يضمن الاستجابة لحاجاتهم النفسية والمعرفية والاجتماعية…، ويحقق التناغم المطلوب بين النمو المشار إليه وفعل التعلم باعتبارهما سيرورتان متداخلتان”.
وأشار البهالي إلى أنه لا مجال للارتجالية والأهواء في تدبير قطاع التربية والتكوين، إذ لا بد من اشراك جميع الفاعلين المعنيين بشكل عام، مشددا على أنه من الضروري استحضار أهمية العطل البينية من حيث هي مساحات زمنية غايتها تجديد الطاقة وتمكين التلاميذ من فرصة الاستعداد للتقويم؛ ومن تمّ منحهم إمكانية المراجعة والاستفادة من الدّعم التربوي اللازم خارج حدود المؤسسة والزمن المدرسي الرسمي.
وقيما يتعلق بالعطلة المدرسية الحالية، يرى البهالي أن وضعيتها التي تم إقرارها تفتقد للمبرّرات التربوية المنطقية والموضوعية التي تُسوّغها؛ “حيث التحق التلاميذ بمؤسساتهم التعليمية يوم الثلاثاء، بعد الاستفادة من عطلة عيد الفطر، واستمرت الدراسة لأربعة أيام لتتم العودة، بعد ذلك مرّة أخرى، لعطلة بينية تمتد لأسبوع كامل ابتداء من يوم الأحد، بما يظهر بالملموس حالة الارتباك في ضبط مواعيد العطل خلال هذه الفترة الحاسمة من الموسم الدراسي، وما يخلقه هذا التدبير المعطوب من تأثير سلبي على عملية التحضير للامتحانات الاشهادية المرتقبة ابتداء من نهاية شهر ماي الجاري”.
ويضيف المفتش التربوي أن هذه الارتجالية تأتي في سياق رهان إنهاء المقررات الدراسية في المستويات الاشهادية وهو ما سيشكل إكراها، له أثره على أجرأة عملية الدعم التربوي المطلوبة قبل لحظة التقويم، مشيرا إلى أن “الدراسة خلال شهر رمضان المبارك شهدت تقليص المدد الزمنية الرسمية المخصصة للحصص الدراسية، مع ما يشهده من تراجع قدرة المتعلم على التركيز وبدل المجهود الفكري في بناء التعلمات، وهو ما يؤكد أن هذه البرمجة غير مناسبة وتفتقد للعمق ولبعد النظر في تدبير الفترة الأهم من الموسم الدراسي”.