جرى، أمس الأربعاء بمالطا، تتويج ابتكار مغربي في مجال الصيد البحري خلال جوائز (MedFish4Ever)، التي تكرم المبادرات الإبداعية التي تساهم في تقدم قطاعي الصيد وتربية الأحياء المائية في البحر الأبيض المتوسط.
ويتعلق الأمر بالشباك الجرافة المعز زة كإجراء للتخفيف من إفتراسات الدلفين قاروري الأنف، والذي طوره المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، التابع لوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات.
وأوضح بلاغ للهيئة العامة لمصايد أسماك البحر الأبيض المتوسط أن الدلافين قارورية الأنف تتفاعل بشكل متكرر مع الشباك الجرافة الكبيرة في مياه البحر الأبيض المتوسط، مستهدفة الشباك المنزلقة المستخدمة لتطويق أفواج الأسماك السطحية الصغيرة. إنها تسبب خسائر اقتصادية للصيادين وتعرض بقاءهم للخطر، لذلك تقوم المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري بتطوير شباك صيد جديدة معززة.
وأضاف المصدر أن الهدفين الأساسيين يتمثلان في منع الخسائر الاقتصادية الناجمة عن نهب الدلافين والحد من التفاعلات بين مصايد الأسماك وهذه الأنواع المحمية. وقد تعاون الصيادون والعلماء وخبراء علوم البحار لتطوير المعدات الجديدة، التي تم تقييم فعاليتها – في ثلاثة نماذج أولية مختلفة – مقابل الشباك الجرافة الكبيرة التقليدية، مع نتائج واعدة للغاية.
ويمكن تكرار نتائج المشروع وتطبيقها في مناطق مماثلة تواجه تحديات مشابهة عبر البحر الأبيض المتوسط وما أبعد من ذلك، وبالتالي فإن قابلية التوسع في هذا الابتكار أساسا غير محدودة.
كما تم تتويج مبادرات من كرواتيا وقبرص وإسبانيا وتونس والمنظمة غير الحكومية (Global Fishing Watch) في قطاعات أخرى.
وأتاح المؤتمر الرفيع المستوى للهيئة العامة لمصائد أسماك البحر الأبيض المتوسط حول مبادرات الإجراءات التحويلية لمواجهة التحديات الجديدة (MedFish4Ever)، فرصة مناسبة للإشادة بالعمل الجديد المتميز في منطقة البحر الأبيض المتوسط في مجالات تكنولوجيا الصيد وبحوث تربية الأحياء المائية وفي مكافحة الصيد غير القانوني الغير مبلغ عنه وغير المنظم.
وشارك في المؤتمر ممثلون رفيعو المستوى من 20 دولة صيد متوسطية بالإضافة إلى الصيادين ومزارعي الأسماك والعلماء والمديرين والمنظمات وغيرهم من الخبراء في مالطا للتخطيط لدورة جماعية نحو بناء مستقبل مستدام.
وركزت العديد من نقاشات المؤتمر على الدور الحاسم الذي يلعبه الابتكار والتكنولوجيا في زيادة الكفاءة، والحد من التأثيرات البيئية، وتعزيز إنتاجية الاستزراع المائي وتمكين المراقبة والتنفيذ، وتم عرض الحلول الفائزة في جميع هذه المجالات في حفل توزيع جوائز MedFish4Ever.
وسيواصل الفائزون تقديم مشاريعهم في حدثين علميين: الندوة الدولية حول مصايد الأسماك والعلوم المائية (SOFAS 2023) ومنتدى الهيئة العامة لمصايد أسماك البحر الأبيض المتوسط حول علوم مصايد الأسماك في البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود (FishForum 2024). وقال الأمين التنفيذي للهيئة العامة لمصايد أسماك البحر الأبيض المتوسط، ميغيل برنال، “لقد كان حقا من دواعي سروري أن أكون قادرا على منح هذه الأفكار المبتكرة الاعتراف العلني الذي تستحقه”، مسجلا أن “الصيادين ومزارعي الأسماك والعلماء والشركات هم عناصر أساسية لتوفير الحلول التي نحتاجها للقطاع، وروح الابتكار التعاوني التي يتم الإحتفاء بها هنا هي ما نحتاجه لتأمين مستقبل مستدام للجميع”. يذكر أن الهيئة العامة لمصايد أسماك البحر الأبيض المتوسط هي منظمة إقليمية لإدارة مصايد الأسماك تعمل ضمن إطار منظمة الأغذية والزراعة وتشمل ولايتها جميع المياه البحرية في منطقة البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود. وهي تسعى بشكل رئيسي إلى ضمان صون الموارد البحرية الحية واستخدامها على نحو مستدام، إضافة إلى التنمية المستدامة لتربية الأحياء المائية.
ويضم أعضاء الهيئة 23 طرفا متعاقدا، ضمنهم المغرب، وستة أطراف غير متعاقدة متعاونة.