الاتحاد الوطني لنساء المغرب يطفئ شمعته الـ 54
يحتفل الاتحاد الوطني لنساء المغرب، الحريص دوما على الانخراط بقوة في النهوض بالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للمرأة من خلال إطلاق العديد من الأنشطة على الصعيدين الوطني والدولي، أمس السبت، بالذكرى الـ54 لتأسيسه، متوجا بذلك سنوات من العمل الدؤوب لفائدة النساء والشباب.
ويواصل الاتحاد النسوي المغربي، الذي أحدثه جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني سنة 1969، تأكيد التزامه الراسخ والثابت في خدمة تنمية المرأة، وضمان انخراطها التام والكامل في تحقيق التنمية الوطنية في مختلف المجالات.
وتحت رئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم، يسعى الاتحاد الوطني لنساء المغرب إلى تشجيع المبادرات النسائية الرائدة والمبتكرة، وتقوية وتعزيز قدرات النساء والشباب على مستوى التعليم والتكوين المهني والاندماج في المجتمع، وكذا ضمان الرعاية الصحية والوقاية وتقديم المساعدة الطبية اللازمة للحفاظ على صحة الأم والطفل.
وفي هذا الإطار، ترأست صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم مراسم الاحتفال باليوم العالمي للمرأة في 8 مارس 2023. وبالمناسبة ذاتها، ترأست سموها مراسم التوقيع على اتفاقيتي شراكة بين القطاعين العام والخاص، اقتصادية ومؤسساتية.
وتتعلق الاتفاقية الأولى بمحاربة التحرش الجنسي في الوسط المهني والاقتصادي العام والخاص، وتحسين ظروف عمل المرأة في العالمين القروي والحضري، فيما تهم الاتفاقية الثانية محاربة التحرش الجنسي من خلال الابتكار التكنولوجي والعمل عن قرب.
وقد أحدث الاتحاد الوطني لنساء المغرب، بحسب بوابته الإلكترونية، 51 جمعية جهوية و86 مركزا للتكوين والإبداع و26 مركزا للاستماع في شتى أرجاء المملكة. وفي سنة 2022، استفاد أكثر من 39 ألف و200 شخص من مختلف الخدمات التي يقدمها الاتحاد من خلال تمثيلياته الجهوية في جميع أنحاء المملكة.
وعلاوة على ذلك، استفادت 120 تلميذة، خلال السنة المنصرمة، من برنامج “منح للا مريم” للتعليم الاعدادي والثانوي، فيما استفادت مجموعة من الشابات المقاولات، يمثلن الجهات الـ 12 بالمملكة، من برنامج تكويني مكثف يمتد على 3 أشهر حول مواضيع مرتبطة بريادة الأعمال النسائية، حسب المصدر ذاته.
ومن أجل تيسير إنشاء النساء لتعاونيات أو مقاولات خاصة بهن، أحدث الاتحاد مراكز للتكوين في التطريز والخياطة والرسم على الحرير والسيراميك، فضلا عن تشييد دور الحضانة للأطفال.
ولا يمكن الحديث عن الاتحاد الوطني لنساء المغرب دون ذكر منصة “كلنا معك”، المخصصة لحماية النساء والفتيات ضحايا العنف من خلال مواكبتهن وتوجيههن عبر خط هاتفي مباشر وتطبيق مجاني للهاتف المحمول بغية تمكينهن من الحصول على مساعدة ملموسة من حيث الاستماع والتوجيه.
وعلى المستوى الدولي، يتضح إشعاع الاتحاد الوطني لنساء المغرب جليا، لا سيما من خلال زيارة العمل التي قام بها سنة 2020 إلى غامبيا وإثيوبيا في إطار الشراكة التي تربطه بالوكالة المغربية للتعاون الدولي والهادفة إلى تعزيز شراكاته الدولية وبحث سبل التعاون مع الجمعيات النسائية الإفريقية.
كما شارك الاتحاد في أشغال الدورة الـ 63 للجنة وضع المرأة (CSW) التابعة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة، في سنة 2019 بنيويورك، وذلك قصد استعراض التقدم المحرز نحو تحقيق المساواة بين الجنسين وإبراز تجربة الاتحاد الرامية إلى المساهمة في تعزيز قدرات المرأة عن طريق تمكينها اقتصاديا من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وهكذا، فإن الاتحاد الوطني لنساء المغرب يواصل عمله الدؤوب والحثيث لفائدة تعزيز دور المرأة في مختلف المجالات، وذلك في إطار الرؤية المتبصرة لصاحب جلالة الملك محمد السادس، والمتعلقة بالنهوض بتمكين المرأة اقتصاديا واجتماعيا.