تم تسليط الضوء على وجاهة مخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب لتسوية النزاع حول الصحراء المغربية، وذلك خلال اجتماع-نقاش نظمه التحالف من أجل الحكم الذاتي للصحراء مساء أول أمس الخميس ببرلين.
وشكل هذا الاجتماع ، الذي عقد بحضور العديد من أفراد الجالية المغربية في ألمانيا، فرصة لإبراز أبعاد مبادرة الحكم الذاتي المغربية كحل واقعي لهذا النزاع المفتعل ومركزية القضية الوطنية الأولى بالنسبة لجميع المغاربة.
وفي كلمتها بهذه المناسبة، استعرضت نائب رئيس جهة الداخلة وادي الذهب، غالا باهية، مضامين المبادرة المغربية والطفرة التنموية في الأقاليم الجنوبية للمملكة، مشيرة إلى أن مخطط الحكم الذاتي أفضل حل ممكن لإغلاق هذا الملف.
ويتعلق الأمر، تقول السيدة باهية، بخطة يعتبرها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مبادرة جادة وذات مصداقية لكسر الجمود، وبالتالي فقد حظيت بدعم واسع من المجتمع الدولي، بما في ذلك قوى مثل الولايات المتحدة وإسبانيا وألمانيا.
من ناحية أخرى، أشارت المتحدثة الى أن الديناميكيات التنموية التي لوحظت على مستويات مختلفة في المناطق الجنوبية من المغرب هي ثمرة جهود تشاركية وشاملة تم تنفيذها تحت القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وتضم جميع مكونات الساكنة المحلية.
وتابعت السيدة باهية أن برنامج التنمية الذي أطلقه جلالة الملك هو في الواقع خطوة طموحة لتنفيذ الجهوية وفتح الأبواب أمام حل نهائي للنزاع المفتعل حول الوحدة الترابية للمملكة.
ولفتت إلى أن المشاركة الواسعة لسكان الأقاليم الجنوبية للمملكة في الانتخابات دليل قاطع على التزامهم بالمشاركة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمنطقة ، وكذلك في الحياة السياسية، مضيفة أن هذا يؤكد أيضا تمسكهم الراسخ بوحدة أراضي المملكة والهوية المغربية.
من جهته ، أشار جوليان هيرمان ، عضو مجلس إدارة منظمة “Junge Union” الألمانية، إلى أن خطة الحكم الذاتي للصحراء المغربية تعتبر اقتراحا جيدا للتسوية وخطوة أولى نحو إرساء دعائم منطقة مستقرة.
واعتبر أن هذه المبادرة تعزز السلام والاستقرار في هذه المنطقة وتقوي الشراكة مع أوروبا، وبشكل أكثر تحديدا مع ألمانيا.
وذكر هيرمان بأن قرار الأمم المتحدة الأخير أشار إلى مسؤولية الجزائر في الصراع ودعاها للمشاركة في اجتماعات المائدة المستديرة.
وبشأن المشاريع التي نفذتها المملكة في الأقاليم الجنوبية، أشار هيرمان إلى أن الاستثمارات الاقتصادية تساهم في استقرار المنطقة، مؤكدا أن أوروبا مدعوة لأن تكون أكثر نشاطا من خلال إجراءات اقتصادية لتعزيز التنمية بالمنطقة، كما أن على أوروبا واجب دعم خطة الحكم الذاتي المغربية ووضع هذا النزاع على جدول أعمالها.
من جانبه، أشار عز الدين قريوح، المحامي المقيم في ألمانيا ، إلى أن خطة الحكم الذاتي المغربية ، التي تمثل حلا واقعيا وذات مصداقية ، ستسمح لسكان الأقاليم الجنوبية بإدارة شؤونهم الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والإدارية بشكل ذاتي.