شاركت وزيرة الاقتصاد والمالية، نادية فتاح العلوي، في فعاليات (سيتي وييك) الذي يقام خلال الفترة ما بين 24 و26 أبريل الجاري في لندن، حيث قدمت مداخلة نالت الإشادة من قبل المشاركين، وعقدت لقاءات رفيعة المستوى.
هكذا، شاركت فتاح العلوي في جلسة عامة ركزت على “تكيف الاقتصاد المغربي من أجل مواجهة خطر التغير المناخي”، حيث سلطت الضوء على جهود المملكة المتواصلة في ظل الرؤية المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل الانتقال إلى الطاقات الخضراء.
وأكدت أن المغرب، الذي يتوفر على أكثر من 15 عاما من الالتزام بالطاقات المتجددة، “بوسعه الآن أن يفخر بامتلاكه مزيج طاقة من بين الأكثر خضرة في إفريقيا”، مضيفة أن حصة الطاقات المتجددة في إنتاج الكهرباء قد زادت لتصل اليوم إلى ما يقرب من 40 بالمائة، وأن انتقال الطاقة يجب أن يتسارع أكثر بسبب السياق الطاقي العالمي.
وسجلت المسؤولة أن المملكة تسعى لتطوير “عرض مغربي” يغطي سلسلة القيمة لقطاع الهيدروجين الأخضر بالكامل، من خلال تنفيذ خارطة الطريق الوطنية لإنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته للفترة 2023-2050.
واعتبرت أن زيادة الاستثمار في التحول الأخضر، لاسيما في إفريقيا، ينبغي أن تتناسب مع الجهود المبذولة للحد من الفقر وتحسين البنية التحتية وتوفير المزيد من الفرص للقطاع الخاص.
وبخصوص التحديات المختلفة التي تواجه القارة الإفريقية، تحدثت فتاح العلوي عن الحاجة إلى تسريع الاستثمارات في سياق محدودية الديون.
وأضافت أن هناك حاجة إلى زيادة التعاون الدولي لتعبئة رؤوس أموال إضافية، وينبغي على الدول المتقدمة دعم التحول البيئي في إفريقيا باستثمارات طويلة الأمد، مع الأخذ بعين الاعتبار أن مشاركة القطاع الخاص ضرورية لزيادة الاستثمارات وتأثيرها.
من جهة أخرى، التقت المسؤولة المغربية، على هامش مشاركتها في تظاهرة (سيتي وييك) بلندن، بعدد من كبار المسؤولين في القطاعين الاقتصادي والمالي، بما في ذلك وزير الدولة البريطاني للاستثمار، اللورد دومينيك جونسون، ومحافظ بنك إنجلترا، أندرو بيلي، والرئيس التنفيذي لمؤسسة الاستثمارات البريطانية (British International Investment)، نيك أودونوهو.
كما التقت فتاح العلوي بشخصيات بارزة من المنظومة المالية والاستثمارية البريطانية، بما في ذلك شركاء رئيسيون للمغرب.
وشكلت هذه اللقاءات فرصة لإبراز متانة الشراكة الدائمة بين المغرب والمملكة المتحدة وتميز العلاقات الثنائية والتعاون في مختلف المجالات.
وبهذه المناسبة، استعرضت الوزيرة نقاط قوة المملكة، مؤكدة أن المغرب هو “شريك استراتيجي موثوق به”. وأضافت أن المملكة المتحدة “ينبغي أن تعتبر المغرب حليفها الطبيعي في المنطقة وفي القارة”.
وأكدت أن المغرب رائد قاري في مناخ الأعمال ويمكن أن يكون بمثابة قطب للمملكة المتحدة، وخاصة في اتجاه إفريقيا، بفضل البنية التحتية لميناء طنجة المتوسط والموانئ الأخرى قيد الإنشاء، مثل ميناء الداخلة.
هكذا، مكنت أنشطة فتاح العلوي في لندن من إبراز رغبة المغرب في جذب الاستثمارات وتعزيز التعاون الاقتصادي بين المملكتين.
يذكر أن النسخة السنوية الثالثة عشر من تظاهرة (سيتي وييك) في لندن تنظم بشراكة مع الحكومة البريطانية ومؤسسة حي لندن المالي والعديد من المؤسسات الاقتصادية الأخرى في العاصمة البريطانية.
ويركز هذا الحدث، الذي يجمع هذا العام أكثر من ألف صانع قرار من المؤسسات المالية البريطانية والأجنبية، على موضوعات التمويل الأخضر والأصول الرقمية والرقمنة.