شكلت أزمة القراءة في العصر الرقمي محور ندوة – مناقشة، نظمت، أول أمس الخميس، بدار الصويري، في إطار أنشطة الدورة الأولى للمعرض الإقليمي للنشر والكتاب بالصويرة (17 – 23 أكتوبر).
وأجمع المتدخلون، خلال هذا اللقاء، على التأكيد على أن الكتاب يمر بـ “أزمة معقدة” بسبب التطور المتسارع الذي تعرفه المنصات التكنولوجية الحديثة ووسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.
وشدد ثلة من المسؤولين والأكاديميين والباحثين المتخصصين خلال هذا اللقاء – الماقشة، الذي نظم حول موضوع “صناعة الكتاب والتحديات الرقمية”، على ضرورة مواكبة وتيرة صناعة الكتاب، مع إيلائها الأولوية اللازمة لبناء مجتمع المعرفة، الذي ما يزال أكثر الطرق نجاعة لمواجهة تحديات الألفية الثالثة.
كما أشاروا إلى أن معدل القراءة في المجتمع المغربي لا يتجاوز ست دقائق في السنة، وهو رقم يثير ويدق ناقوس الخطر، خاصة مع انتشار ثقافة “البوز”.
وفي هذا السياق، لاحظ المتخصص في الأنثروبولوجيا، عياد أبلال، أنه لا يمكن تحقيق التنمية بدون صناعة ثقافية تنافسية، باعتبارها الحجر الأساس لتكريس قيم المواطنة ونشر آليات الإبداع.
وأجرى الباحث مقارنة بين أزمة القراءة والنشر بالمغرب والبلدان الغربية، مركزا على أسباب هذا التأخر الهيكلي والسبل الكفيلة بتحقيق تنمية ثقافية وفكرية حقيقية.
من جهته، توقف المدير الجهوي للثقافة بجهة مراكش-آسفي، حسن هرنان، عند السلوك اليومي لفئة عريضة من المواطنين المغاربة، الذين يقفون في وجه تكريس ثقافة الكتاب كأساس للتربية المجتمعية.
كما أوضح المسؤول أن مهمة نشر مبادئ القراءة في المجتمع المغربي لا تقتصر على الوزارة المسؤولة فحسب، بل تشمل أيضا جميع الأطراف المشاركة والقطاع الخاص.
ويشكل المعرض الإقليمي للنشر والكتاب بالصويرة، الذي تنظمه وزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الثقافة) تحت شعار “الابداع في مدينة الانفتاح والتعدد”، تكريسا بليغا للعدالة الترابية في المجال الثقافي.
ويأتي تنظيم هذه التظاهرة الثقافية سعيا من القطاع الوصي إلى ترسيخ ثقافة الكتاب وإشاعتها على نطاق واسع، بين مختلف شرائح المجتمع والتعرف على آخر الإصدارات الأدبية والفنية، مما من شأنه أن يساهم في تجسير الروابط الابداعية بين الكتاب والمؤلفين المغاربة وعموم المهتمين بالشأن الثقافي.