“أعطار” حافظ على ماء وجه القناة ويُسائل القيمين على الانتاج الأمازيغي
أعطار على الرغم من ميزانيته المحدودة استطاع كسب جائزتين هامتين وتشريف الانتاجات الأمازيغية الرمضانية
لقد استطاعت سلسلة “أعطار” على قلة حلقاتها التي لا تتجازو 8 حلقات تشريف الانتاج الدرامي الأمازيغي وحفظ ماء وجهه بحصولها على جائزة أحسن عمل وأحسن إخراج المقامة من طرف موقع سفيركم على هامش انتهاء عرض الانتاجات الرمضانية لقنوات الأولى والقناة الثانية وتمازيغت.
حصول أعطار على هذا التتويج في مجال الاخراج والفكرة والسيناريو يؤكد كل ما ذهب اليه الجمهور المغربي حيال ما شاهده من انتاجات بثت خلال أوقات الذروة خلال شهر رمضان، وهو يسائل المسؤولين والقيمين على تلك الأعمال كما يحثهم على مراجعة أفكارهم وطريقة تعاملهم مع المشاهد المغربي لقناة تمازيغت التواق لرؤية إنتاجات قريبة من همومه وانشغالاته وتراثه وتاريخه وهويته وقيمه النبيلة.
إذا عدنا إلى سلسلة أعطار (8 حلقات)، وقارناه بميزانية المسلسلات الثلاثة الناطقة بتاشلحيت وتامازيغت وتاريفيت (30 حلقة لكل مسلسل)، فسنجد أن سعر الحلقة الواحدة من أعطار (30 دقيقة) هو نفسه سعر الحلقة الواحدة من تلك المسلسلات الثلاث (90 حلقة)، أي أن حلقة واحدة من أعطار بملبغ 300 الف درهم (30 مليون سنتيم، مع احتساب الضريبة على القيمة المضافة) هي نفسها مبلغ الحلقة الواحدة من المسلسلات الثلاث الأخرى.
أعطار بلغت كلفة انتاجه: 240 مليون سنتيم، (رقم تقريبي لأننا لا نملك العرض المالي للشركة، وهنا بنينا المبلغ على طلبات العروض)
مسلسل “إليس أوشن” بتاشلحيت بلغت كلفة انتاجه: 900 مليون سنتيم (رقم تقريبي لأننا لا نملك العرض المالي للشركة، وهنا بنينا المبلغ على طلبات العروض)
مسلسل “إلي” بتامازيغت بلغت كلفة انتاجه: 900 مليون سنتيم (رقم تقريبي لأننا لا نملك العرض المالي للشركة، وهنا بنينا المبلغ على طلبات العروض)
مسلسل “زهرة النرجس” بتاريفيت بلغت كلفة انتاجه: 900 مليون سنتيم (رقم تقريبي لأننا لا نملك العرض المالي للشركة، وهنا بنينا المبلغ على طلبات العروض)
لكن المتتبع لتلك الانتاجات يجد أن العمل الذي تم بسلسلة أعطار تم بشكل جيد، فكرة وكتابة، تصويرا ومونتاجا، اخراجا وحبكة وتمثيلا، ويظهر فيه مجهود وإرادة في تحسين المنتوج وجعله يليق بالمشاهد المغربي، واستدعي فيه ممثلون مخضرمون كان لهم نصيب كبير في الدراما الامازيغية قبل احداث قناة تمازيغت، كل هذا مكن السلسلة من حصد جائزتين كبيرتين تهمان العمل في أساسه وهو الاخراج والكتابة، علما ان أبطاله يستحقون أيضا جوائز في التمثيل. عكس مسلسلان اثنان اكتفيا بجائزة أحسن ممثل لكل منهما، فيما المسلسل بتاشلحيت الذي راهنت عليه القناة “إيليس نوشن” لم يحض بأي تتويج، وهذا يطرح عدة علامات استفهام تحتاج لجواب مقنع من الجميع دون استثناء.
يذكر أن مسلسل “إلي” حضي بجائزة أحسن ممثل، والتي عادت لزميلنا وصديقنا نبيل أحرير، وجائزة أحسن ممثلة عادت للفنانة موميديا عن مسلسل “زهرة النرجس”.
عموما فهذا الرصيد المحدود من الجوائز التي حصلت عليها الانتاجات الأمازيغية في مسابقة موقع سفيركم تسائل المسؤولين والقيمين على الانتاجات الأمازيغية، فيما إذا كانت الحصيلة تشرفهم وتشرف العمل الدرامي والكوميدي الأمازيغي المقدم ببلادنا، ثلاث مسلسلات درامية وسلسلات وغيرها من السيتكومات والسلسلات القصيرة والأفلام الطويلة والبرامج،
كما أن هذه النتيجة عليها أن تجعلهم أكثر استماعا وانصاتا للغيورين على الانتاج الناطق بالأمازيغية وألا يغتروا بالذين يمدحون أي شيء، ويطبلون لمن يدفع أكثر، لأنهم سيكونون أول من سينهش لحومهم عند أول حساب ومحاسبة، وحينها لا ينفع الندم، والمغاربة ليسوا بأغبياء فهو يميزون بين الثناء والمدح والانتقاد البناء وبين غيره مما يسيئ إلى صاحبه أكثر مما يزين عمله، وإن التزمنا ب”الجودة أولا” فسيكون الانتاج الناطق بالأمازيغية حاضرا في منصة التتويج بقوة العام القادم لا محالة.