غياب الجماهير..كرة القدم تفقد نبضها في ملاعب المغرب

عبر الجنوب إفريقي رولاني موكوينا، مدرب فريق الوداد الرياضي، عن استيائه العميق جراء غياب جماهير النادي الأحمر عن المدرجات خلال عدد من مباريات البطولة الاحترافية المغربية لكرة القدم.

في تصريحاته التي جاءت بعد تعادل فريقه أمام حسنية أكادير، أشار موكوينا إلى أن هذا الغياب لا يؤثر فقط على أداء لاعبيه بل يشوّه أيضا صورة كرة القدم المغربية أمام العالم، معتبراً أن حضور الجماهير في الملاعب هو عنصر لا غنى عنه في تعزيز جمالية اللعبة وأدائها.

“كيف نُقدّم المغرب للعالم؟”

تعجب موكوينا من الوضع قائلاً: “من غير المعقول أن يكون المغرب رابع العالم في كأس العالم، ثالثاً في الألعاب الأولمبية، ويستعد لتنظيم كأس إفريقيا وكأس العالم، بينما تُجرى مباريات البطولة المحلية بدون جمهور.”

في نظره، هذا الوضع يطرح علامات استفهام حقيقية حول الصورة التي يتم تقديمها للجماهير الدولية التي تتابع البطولة المغربية، خصوصاً من دول مثل إنجلترا، فاللعب في ملاعب فارغة يرسل رسالة سلبية عن مستوى الاحترافية ويفقد كرة القدم رونقها.

تشبيه المدرب الجنوب إفريقي للعب في ملعب فارغ بالرقص بدون موسيقى يحمل دلالة عميقة، فالجماهير تمثل “القلب النابض” لكرة القدم، وهم من يضفي على المباريات الحماس والتشويق الذي يجعل اللعبة ممتعة سواء للاعبين أو المتابعين عبر شاشات التلفاز.

قرارات منع التنقل: بين حماية الأمن وخنق المتعة

رغم أن السلطات المغربية تصدر بين الحين والآخر قرارات بمنع تنقل الجماهير من مدينة إلى أخرى تفاديا لأعمال الشغب والعنف، إلا أن هذه القرارات تثير الجدل في الأوساط الرياضية، وعلى الرغم من أن القرارات تتخذ غالبا لأسباب أمنية وبهدف تفادي الاشتباكات بين مشجعي الفرق المتنافسة، فإن العديد من المختصين يؤكدون أن هذه الإجراءات تفتقد إلى سند قانوني صريح، مما يزيد من الضبابية حول مدى جدواها وفعاليتها.

هذه القرارات قد تكون ضرورية أحيانا لمنع الشغب، لكنها تؤدي إلى إفراغ الملاعب من الجماهير الحقيقية التي تمثل جزء لا يتجزأ من هوية النادي، في النهاية، تظل هذه الحلول مؤقتة وغير كافية للتعامل مع ظاهرة العنف والشغب التي تعصف بالملاعب، مما يدعو إلى تبني استراتيجيات أكثر شمولية تركز على التربية الرياضية وتعزيز ثقافة التشجيع السليم.

البطولة بدون جماهير: فقدان المنافسة والإثارة

من الواضح أن غياب الجماهير عن المدرجات يؤثر بشكل مباشر على مستوى التنافسية والإثارة في البطولة المغربية، فاللاعبون، وفقاً لموكوينا، يتأثرون بهذا الغياب ويشعرون وكأنهم يلعبون في “صمت”، مما يقلل من حافزهم على الأداء بأقصى جهد. حضور الجماهير لا يعزز فقط الأداء الفني، بل يرفع من مستوى البطولة ككل، ويجعلها أكثر جذباً للمشاهدين والمستثمرين على حد سواء.

مستقبل الجماهير المغربية في الملاعب

يبقى السؤال الأكبر: إلى متى ستستمر هذه السياسة؟ ومع اقتراب المغرب من استضافة بطولات كبرى مثل كأس إفريقيا للأمم وكأس العالم 2030 بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال، سيكون من الضروري أن تحل هذه الإشكاليات لضمان تقديم صورة مشرقة عن كرة القدم المغربية، ولا يمكن تجاهل الدور المحوري للجماهير في نجاح أي بطولة رياضية، سواء على المستوى المحلي أو الدولي.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.