يبدو أن مسلسل إقالة المدربين في البطولة الاحترافية “إنوي” قد انطلق مبكرا هذا الموسم، فبعد ثلاث جولات فقط من المنافسات، وجد المدرب البوسني روسمير زفيكو نفسه خارج أسوار نادي الرجاء الرياضي، ليكون أول ضحايا الإقالات في الموسم الكروي 2025/2024.
رغم الآمال الكبيرة التي عُلقت على زفيكو لقيادة الفريق نحو الألقاب، إلا أن النتائج جاءت مخيبة للآمال، حيث تعرض الرجاء لهزيمتين متتاليتين، الأولى في الجولة الأولى من الدوري أمام نهضة بركان، والثانية في مؤجل الجولة الثانية ضد اتحاد طنجة.
ولم تقتصر الانتكاسة على مباريات الدوري فقط، بل امتدت إلى كأس التميز، حيث خسر الفريق الأخضر أمام أولمبيك خريبكة، ما زاد من تعقيد موقف المدرب البوسني.
هذه النتائج المخيبة دفعت مسؤولي نادي الرجاء، وعلى رأسهم عادل هالا، إلى اتخاذ قرار صعب بالإطاحة بزفيكو بعد مباراتين فقط. فالتراجع في الأداء والنتائج السلبية جعلوا من بقاء المدرب محل شكوك كبيرة، ليكون مصيره الإقالة السريعة، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل المشكلة تكمن فعلا في المدرب أم أن هناك عوامل أعمق تؤثر على استقرار النادي؟
ظاهرة إقالة المدربين في الكرة المغربية تتكرر بشكل لافت، وكأن الإدارة تحمل المدرب مسؤولية كل شيء، فبعد خسارتين أو ثلاث، يصبح المدرب كبش الفداء أمام جمهور غاضب ومسؤولين يبحثون عن الحل السريع، لكن، هل تغيير المدربين باستمرار هو الحل الحقيقي للمشكلات التي تواجه الأندية؟ أم أن هذه القرارات السريعة تهدد استقرار الفرق وتعكس أزمة أعمق في التخطيط الرياضي والإداري؟
ما يحدث مع نادي الرجاء هو تكرار لسيناريو طالما شهدناه في البطولات المحلية، فالضغط الجماهيري والرغبة في تحقيق نتائج فورية تدفع الأندية لاتخاذ قرارات قد تكون غير مدروسة.
إذا أرادت الأندية المغربية الوصول إلى مستويات احترافية عالمية، فإنها بحاجة إلى تبني سياسات إدارية أكثر استقرارا، والاعتماد على خطط بعيدة المدى تتضمن بناء فريق قوي تحت قيادة مدرب قادر على تطويره على مدى المواسم، وليس التضحية به عند أول عقبة.