شهدت الجلسة الافتتاحية للدورة الخامسة من “جامعة الشباب الأحرار” بأكادير، نهاية الأسبوع الماضي، مواجهة سياسية ساخنة بين قيادات حزب التجمع الوطني للأحرار وحزب العدالة والتنمية، حيث لم يكن رئيس الحزب، عزيز أخنوش، الوحيد الذي وجه انتقادات حادة لعبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، بل توالت المداخلات من عدد من قياديي “الحمامة” الذين لم يترددوا في الرد على ما وصفوه بـ”الخرجات المثيرة” لبنكيران.
الطالبي العلمي: “البادئ أظلم”
راشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب وعضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، لم يخف استياءه من تصريحات بنكيران، حيث وصفه بأنه “إنسان بدائي لم يدخُل بعد إلى القرن الحادي والعشرين”، مشيراً إلى أن لغته تفتقر إلى الرقي والحضارية.
وأضاف: “العين بالعين والسن بالسن، والبادئ أظلم”، في إشارة إلى أن حزب التجمع لن يقف مكتوف الأيدي أمام هجمات بنكيران الشخصية.
الطالبي العلمي لم يكتفِ بالرد الشخصي، بل انتقد أيضاً قدرة بنكيران على التواصل السياسي، مؤكداً أن “من يخاطب الآلاف من الشباب المغاربة ليس كمن يواجه بالكاد 18 شخصاً في قاعة فارغة”، واعتبر أن انفعالات بنكيران تبرز “عجزه عن ضبط أعصابه”، مشيراً إلى أنه ما زال يعيش في عصور مضت.
هجوم على حزب العدالة والتنمية
خلال مداخلته، وجه الطالبي العلمي انتقادات حادة لحزب العدالة والتنمية، مؤكدا أن حزب التجمع الوطني للأحرار لم يكن يوما جزء من تيار إسلامي أو قومي، وأن ولاء الحزب هو للوطن والملك.
وأضاف أن التجمع الوطني للأحرار يسعى للنقاش حول المشاريع والأفكار، بينما يحاول بنكيران جر الجميع إلى مناقشات شخصية تغطي على فشله السياسي.
أوجار: “المغاربة طردوا الـبيجيدي”
محمد أوجار، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، انضم إلى قائمة المنتقدين لبنكيران وحزب العدالة والتنمية، مؤكدا أن المغاربة طردوا هذا الحزب من الحكم عبر صناديق الاقتراع في انتخابات 2021، موضحا أن النتائج المتتالية للانتخابات الجزئية تؤكد رفض الشعب لعودة “البيجيدي” إلى الساحة السياسية.
أوجار لم يفوت الفرصة للإشادة بقيادة عزيز أخنوش، معتبراً أن ما قدمه من إنجازات حكومية يرفعه إلى مستوى دخول سياسي جديد، مؤكدا أن حزب التجمع الوطني للأحرار يشتغل من أجل المستقبل ويعمل على تحقيق مشروع الملك للنهوض بالمملكة.
التجمع الوطني للأحرار في موقع القوة
الرسائل الصادرة عن قيادات حزب التجمع الوطني للأحرار خلال هذا الحدث تعكس ثقة الحزب في مستقبله السياسي، خصوصاً مع اقتراب انتخابات 2026، وقد أكد الطالبي العلمي أن الحزب ربح الرهان في الانتخابات الجزئية الأخيرة، في إشارة إلى أنه سيكون منافساً قوياً في المستقبل.
في المجمل، يبدو أن السجال بين “الحمامة” و”المصباح” لا يزال مفتوحاً، في ظل التراشق المستمر بين الطرفين، ما ينذر بمزيد من المواجهات السياسية الحادة خلال المرحلة القادمة.