مع اقتراب عيد الأضحى، تعود المطالبات الصاخبة لإلغاء هذا العيد إلى الواجهة مجددا، حيث ترتفع أصوات الاعتراض بسبب ارتفاع أسعار المواشي، وتداعياتها السلبية على القدرة الشرائية للمواطنين. ففي ظل انخفاض عدد المواشي المتاحة وارتفاع الأسعار بصورة غير مسبوقة، يجد المواطن العادي نفسه في مواجهة تحديات اقتصادية صعبة، تضيق عليه منافذ الفرح والاحتفال.
فيما تسعى الحكومة جاهدة نحو توفير الحلول، بمحاولاتها لاستيراد المواشي من الخارج، تظل الأسعار المرتفعة هاجسا يؤرق الشارع المغربي.
وفي هذا السياق، لم تتوانَ أصوات الشارع عن التعبير عن استيائها واستنكارها بأصوات قوية ومشتكية، تندد بالوضع الراهن بكل حدة، ولإيصال نبض الشارع واستعدادات المغاربة لهذه المناسبة الدينية، قام موقع”الأول للأخبار” باستقاء تصريحات عدد من المواطنين؛
“والله العظيم ما بقينا فاهمين والو، كل عام كاينة الزيادة وما عرفناش فيه غادين بينا هاد الناس” بهذه الكلمات القوية، عبر عبد الله ذو 29 عاما والمتزوج حديثا؛ عن غضبه وانزعاجه من الوضع الحالي، فالارتفاع المتواصل في أسعار المواشي جعل من العيد بدلا من فرحة وابتهاج، عبء ماليا يثقل كاهل الفقراء والمحدودين.
عبد الرحمن (بائع متجول) ”خاص يلقاو لنا حلول سريعة لهاد الوضع، ما عندناش القدرة نتحملو ثمن الحوالة، وحنا يالله وبستين كشيفة باش تنجيبو مدخول قليل فنهار” وأضاف متسائلا”واش الحكومة ما كتفهمش باللي دريوش ما بقى له والو يخرج يسعى فزناقي من كثرة الزيادات”.
سعيد (عامل نظافة) “حنا خدامين غير فالانعاش فالجماعة وشحال كاع كايعطونا، هاد العيد وصل وكانطلبو الله ادير اللي فيها الخير، البارح زادو فالبوطة وداب الحوالة، وقبل زادو فبـزاف ديال المواد الغذائية”، وأضاف ضاحكا “نعيدو بالدجاج هاد العام اش فيها، مالو ماشي لحم”.
وطالب محمد (شاب عاطل عن العمل) بإلغاء عيد الأضحى هذه السنة رحمة بالفقراء، قائلا “ما فيها باش يلغيو هاد العيد هاد العام، ويرحمو دراوش اللي كايتحاشمو مع ولادهم صغار اللي ما فاهمنش أنه الله ما تيكلفش الانسان الى ما قدر على شي حاجة”، وأضاف “أنا بقي تنقلب على خدمة، عايش غير فالموقف، بريكولات مرة مرة، مهم عايش، أما الحوالي قدرت عليه مزيان ما قدرتش الله يشوف من حالنا”.
هذه الأصوات الجامحة والقوية تعكس مشاعر الكثيرين في الشارع المغربي، والذين يطالبون بحلول فورية لهذه الأزمة، وتخفيف العبء المالي عن كاهلهم، فالعيد ليس مجرد مناسبة احتفالية، بل هو غاية في العبادة والتضحية، ويجب أن يظل كذلك دون أن يزيد الأمر عبئا على كاهل المواطنين
ومع اقتراب موعد العيد، يتجدد الأمل في أن تلتفت الحكومة بقيادة عزيز أخنوش بجدية إلى معاناة الناس، وتبادر باتخاذ الإجراءات اللازمة لتخفيف الضغط المالي عنهم، حتى يعود العيد مصدرا للفرح والسرور كما كان من قبل.