بعد كل تراجع في المستوى أو إخفاق، يظهر وليد الركراكي أو “رأس لافوكا” أمامنا ليسخر ويتحول إلى كوميدي بدلاً من أن يكون رياضيًا. في الأمس، زعم أن سبب أداء المنتخب الكارثي في مباراة موريتانيا يمكن أن يعزى إلى شربة الحريرة التي تناولها اللاعبون قبل المباراة، بدلاً من الاستجابة بشكل واقعي لأسئلة الصحفيين، وهذا التصريح ينضاف إلى تصريحاته الكوميدية ونكاته المضحكة، فهو صاحب نكتة “عندما ترى زوجتك يوميًا ليس بالأمر الجيد في الحب، لكن عندما تغيب عنك يومين أو ثلاثة يكون الاشتياق واللقاء أفضل بكثير، هذا ما يجب أن نقوم به في المنتخب الوطني”، وهذه النكتة كانت ردا على صحفي طلب السماح لوسائل الإعلام بمتابعة جميع الحصص التدريبية للمنتخب ربع الساعة على الأقل.
المدرب يمتلك العديد من اللاعبين المميزين، ولكنه يفتقد إلى التخطيط والتوجيه الفعال. وللأسف، جمهورنا العاطفي لا يستطيع قبول حقيقة أن وليد ليس مقدسا ولا يجب أن يُعامل بشكل خاص، ولابد من انتقاده لتصحيح الأخطاء وقيادة المنتخب نحو منصات التتويج، لاسيما أن المغرب مقبل على احتضان كأس أمم أفريقيا 2025، ولا يمكن القبول بغير التتويج بها، خاصة أنه سيكون مدعوما بجمهور يعشق منتخبه وكرة القدم حتى النخاع، وعلى الجمهور العاطفي أن يدرك أن كل انتقاد ليس تشويشا وتبخسا لعمل المدرب واللاعبين، وأن ما حقق في قطر22 دونه التاريخ ولن ينساه الجميع، لكن ينبغي القطع مع الأطلال والتفكير في المستبقل.
مشكلة المنتخب الوطني واضحة في الأداء غير المقنع الذي ظهر به في مباراتيه أمام أنغولا وموريتانيا، ووليد الركراكي، المدير الفني، يتحمل جزء كبيرا من المسؤولية، حيث بدت اختياراته غير مفهومة وطريقة اللعب التي اعتمدها كانت مكشوفة وغير فعالة على الرغم من وجود تركيبة بشرية مميزة في صفوف المنتخب الوطني، وتوفر العديد من الخيارات، إلا أن ذلك لم يكن كافياً لتقديم مستوى جيد. وبدلا من ذلك، غابت “القتالية” عن بعض اللاعبين، مما يثير التساؤلات حول رغبتهم الحقيقية في تقديم الأداء القوي مع المنتخب الوطني، وهل تضمن رسميتهم مع الفريق؟
مع ذلك، برزت بعض الإيجابيات، مثل أداء إبراهيم دياز وإلياس بن صغير اللذين قدما أداء مميزا، وسيمثلان ربحا كبيرا للفريق في المستقبل. بالإضافة إلى ذلك، أظهر لاعبون آخرون مثل سفيان رحيمي قدرتهم على تقديم الإضافة للفريق، ومن الجوانب الإيجابية أيضًا، يبدو أن يحيى عطية الله يثبت أنه الرقم واحد في مركز الظهير الأيسر بالمنتخب الوطني، مما يعطي الأمل في تعزيز الجانب الدفاعي للفريق.
بالإضافة إلى ذلك، ينبغي ألا ننسى أن منتخب موريتانيا يخطو خطوات ثابتة نحو تحقيق نجاحات ملحوظة في عالم كرة القدم الإفريقية، فبعد عقود من الانغماس في الظل، بدأ المنتخب يبرز بقوة ويظهر تحسنا ملحوظا في أدائه تحت قيادة مدربه أمير عبدو، فقد ظهر أمام الأسود بوضوح أنه لم يعد الفريق السهل والمتواضع الذي كان عليه في السابق، بل قدم عروضا جيدة وأداء ملفتاً للأنظار، وإذا استمر التطور، فمن المرجح أن يصبح عنصرا صعباً ولا يستهان به في المنافسات القارية، وقد يكون له دور ملحوظ في تشكيل المشهد الكروي الإفريقي في المستقبل القريب.
ويجب ألا ننسى أن منتخب موريتانيا أحرج الجزائر في كان الكوت ديفوار وأخرجها من البطولة، نعم، الجزائر التي تعادلت بالأمس مع منتخب جنوب أفريقيا الذي أخرجنا من الدور الثاني، وهذا ما ينبغي أن يدركه المتعاطفون كل مرة مع المدرب ويبررون إخفاقه بأمور غير مفهومة.