سلط الأمين الدائم لمسلسل الرباط للدول الإفريقية الأطلسية، طارق إيزرارن، خلال ندوة نظمها المركز الأطلسي البرتغالي، مؤخرا بلشبونة، الضوء على مبادرة مسلسل الدول الإفريقية الأطلسية، التي تم إطلاقها بالرباط يوم 8 يونيو 2022.
وأبرز السيد إيزرارن، خلال هذه الندوة التي تناولت موضوع ” التنافس بين القوى العظمى في المحيط الأطلسي”، أن هذه المبادرة الرامية إلى تعزيز روابط التعاون والاندماج بين الدول الإفريقية المطلة على المحيط الأطلسي، تشكل تجسيدا لرؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الهادفة إلى جعل الفضاء الإفريقي الأطلسي منطقة سلام واستقرار وازدهار مشترك.
وأشار المتحدث خلال هذا اللقاء، الذي حضره سفير المغرب بلشبونة، عثمان أبا حنيني، إلى أن هذه المبادرة تهدف إلى تعزيز مسلسل الرباط لتوفير استجابات عملية وفعالة لتحديات المنطقة الإفريقية الأطلسية على أساس التشاور مع دول المحيط الأطلسي الإفريقية وكافة الشركاء.
وبحسب الأمين الدائم لمسلسل الرباط حول الدول الإفريقية الأطلسية، فإن أهمية مسلسل الرباط تكمن في أنه مكن الدول الإفريقية المطلة على المحيط الأطلسي من تملك رؤيتها الخاصة للتعاون في المحيط الأطلسي، وأن يكون لديها مرجعياتها وبرنامج عملها وأولوياتها، مضيفا أن مسلسل الرباط سيتيح لبلدان القارة الإفريقية لعب دور ريادي في دينامية التعاون بالمحيط الأطلسي.
وذكر أن مسلسل الرباط حول التعاون الإفريقي في المحيط الأطلسي يرتكز على ثلاث أولويات استراتيجية، تهم حوارا سياسيا وأمنيا حول مكافحة الإرهاب، والجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية، والقرصنة البحرية والهجرة غير الشرعية، وتعزيز الاقتصاد الأزرق، والربط البحري والطاقة، ثم التنمية المستدامة وحماية البيئة البحرية والمحافظة عليها.
وأضاف أن مسلسل الرباط يهدف إلى تفعيل شراكة إفريقية أطلسية شاملة تؤكد على الروابط المتبادلة بين هذه الأولويات الثلاث.
وسجل السيد إزيرارن، أن مسلسل الرباط، منذ إطلاقه في يونيو 2022، أحرز تقدما كبيرا في إرساء إطاره المؤسساتي، مع إنشاء أمانة مقرها الرباط، وإضفاء الطابع المؤسساتي على لجنة كبار المسؤولين لإعداد القرارات للمسلسل، فضلا عن اعتماد برنامج عمل يشرح الأولويات والأهداف الاستراتيجية لمبادرة التعاون الإفريقي هذه في المحيط الأطلسي.
ولم يفت المتحدث التأكيد على أن أحد الأهداف المنشودة لمسلسل الرباط تتمثل في إقامة شراكات مربحة للجانبين مع مبادرات التعاون الأخرى في المحيط الأطلسي مثل المركز الأطلسي في البرتغال، أو مبادرة التعاون الأطلسي بين الولايات المتحدة الأمريكية، وكذا مع شركاء آخرين.
وركزت المناقشات خلال هذا اللقاء، الذي عرف مشاركة شخصيات دبلوماسية وسياسية وممثلين عن البلدان المطلة على المحيط الأطلسي، على تحديات النظام الأمني الحالي في المحيط الأطلسي بغية التفكير في المبادرات الأمنية متعددة الأطراف ومتعددة الجنسيات القائمة في هذا الفضاء الواسع.