تمكن داريو بويبلا من جعل خجله الطبيعي قوة وراء عدسة الكاميرا. قاده شغفه بالتصوير الفوتوغرافي إلى مختلف بلدان المعمور، لكن في شفشاون أطلق العنان لفنه ليعانق جمالية الصورة في مختلف تجلياتها.
معرض “المدينة الزرقاء” الذي افتتح الأسبوع الجاري في مجلس النواب الأرجنتيني يعكس موهبته وشغفه بالتصوير ويكشف عن افتتانه بتفرد هذه المدينة على سفح الجبل التي يعتبرها استوديو مفتوحا في الهواء الطلق.
في حديثه لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش افتتاح معرضه بعنوان “المدينة الزرقاء” يقول بويبلا إن في شفشاون ، “أبطال الصورة موجودون … بنقرة واحدة … إنهم أناسها وأطفالها وشيوخها وحتى … قططها الرائعة”. بالنسبة إليه ، “لا حاجة إلى نموذج لتزيين الصور التي تلتقط الحياة اليومية” في شفشاون.
موهبته تتجلى ، برأيه، من خلال مقاربته: “لضمان أن لا يغير وجودي سلوك أبطال الصورة، أقوم باستمرار بضبط كاميرتي لتتناسب مع ظروف الإضاءة ودرجة التركيز المختلفة للأزقة، في انتظار “مشهد جذاب” يتطلب التقاطه السرعة والدقة حتى لا ينفلت منه، هكذا يقول هذا المحترف الذي يعشق التحديات لأن “تصوير الشوارع لا يمنح فرصة ثانية”.
وعن تنظيم هذا المعرض غير المسبوق في رحاب مجلس النواب الأرجنتيني، يقول داريو بويبلا إن الاختيار وقع بشكل طبيعي على صوره لشفشاون ، لقد كانت النتيجة آسرة للغاية. وسرعان ما خلص منظمو المعرض، بعد بضع مقابلات وتقييمات موجزة لألبوم الصور إلى أن تلك التي التقطها داريو بويبلا في شهر يناير الماضي في شفشاون هي أفضل ما يمكن عرضه على جمهور معرض مجلس النواب.
بالعودة إلى رحلة عمله الفوتوغرافي في شفشاون ، يتذكر داريو بويبلا رحلته الأولى إلى المغرب عام 2015 ، لكن “بعد سنوات فقط ، صادفت صور ا رائعة لستيف ماكوري التقطت في مدينة مزينة بالكامل باللون الأزرق … ظل ذلك محفورا في مكان ما في ذاكرتي. عندما بدأت في دجنبر 2022 التخطيط لرحلة إلى أوروبا ، اكتشفت بدائل أخرى، وذلك عندما رأيت على خريطة المغرب الاسم الذي أثار ذكرياتي تلقائي ا … شفشاون … المدينة الزرقاء “.
بالنسبة لهذا المصور الفوتوغرافي المحترف ، تقدم المدن المغربية بلا شك فرص ا لا حصر لها للمصور المحترف”. وقد ترسخت لديه هذه القناعة أثناء إقامته في مراكش والصويرة وفاس والشاون وطنجة. “بالإضافة إلى سحرها ، أجد أنه من المفيد جد ا التجول في الأزقة والأسواق ، للاستمتاع بسحر النكهات ، وتأمل عمل الصناع التقليديين، والشعور بلطف السكان وتذوق الأطباق الرائعة”.
أما بالنسبة لمشاريعه المستقبلية المتعلقة بفن التصوير بالمغرب ، فإن لدى داريو بويبلا أفكار ا واضحة. “أريد أن أكتشف الكثبان الرملية وغروب الشمس في صحراء مرزوكة، وأزور مدينتي مكناس والرباط لاستكمال عقد جولتي في المدن العتيقة التاريخية. كما أن تطوان وأصيلة مشروع آخر ينتظر إتمامه”.
معرض ” المدينة الزرقاء”، الذي يضم حوالي ثلاثين صورة تعيد إنتاج مشاهد من الحياة اليومية في شفشاون ، يمكن زيارته في مجلس النواب الأرجنتيني حتى 9 يونيو.
داريو بويبلا مصور فوتوغرافي محترف خاض تجربة تصوير المناظر الطبيعية والبورتريهات والهندسة المعمارية وصور الحيوانات. كما جرب التصوير التجريدي أو تحت الماء أو التصوير الليلي ، وتحول أخير ا إلى التصوير الفوتوغرافي في الشوارع ، والذي أصبح هوايته.