أكد مدير الشؤون الأوروبية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، رضوان الدغوغي، أن الخيار المتعلق بالحوار والانفتاح يعتبر دافعا أساسيا للعلاقات الدولية المغربية، وهو ما يتجسد في مقاربات وشراكات وعلاقات المغرب مع بلدان الجوار.
وأوضح السيد الدغوغي، في مداخلة خلال ورشة ضمن أشغال الدورة الأولى للمنتدى الدولي للبرلمانيين الشباب الاشتراكيين والاشتراكيين الديمقراطيين، الذي ينظمه الفريق الاشتراكي-المعارضة الاتحادية بمجلس النواب، بشراكة مع الشبيبة الاتحادية وشبكة “مينا لاتينا”، حول موضوع “مداخل وآليات أممية لحماية وتعزيز حقوق الإنسان”، أن المغرب، الذي يظل منفتحا على تقاسم تجاربه وخبراته في شتى المجالات، بلد فاعل من حيث تنوع اختياراته القائمة، بالأساس، على الانفتاح والتعددية لترسيخ نموذج مجتمعي شامل.
وأضاف، في هذا الصدد، أن المملكة كانت من الدول السباقة إلى الرهان، من بين أمور أخرى على خيار التعددية الحزبية.
وفي علاقة بقضية الصحراء المغربية، قال السيد الدغوغي إن المغرب يواجه، اليوم، معركة تستعمل فيها كل الوسائل من أجل كسر “الزخم السياسي” الداعم للحوار وتسوية هذا النزاع المفتعل.
وشدد المتحدث ذاته على ضرورة التحلي بالحيطة والحذر في مواجهة موجة التضليل التي أضحت متفشية اليوم، لافتا إلى أهمية الولوج إلى وسائل إعلام مهنية وجادة لنقل المعلومة بطريقة موثوقة تدحض ما يتم تداوله من أخبار زائفة.
وفي هذا الصدد، نبه السيد الدغوغي، أيضا، إلى استغلال قضايا حقوق الإنسان لاستهداف المغرب، مشيرا إلى أن المغاربة المحتجزين بمخيمات تندوف هم اللاجئون الوحيدون في العالم الذين لا يتمتعون بوضع اللاجئين، ولم يتم إحصاؤهم بعد، رغم الدعوات المتعددة للأمم المتحدة، وليس لهم الحق حتى في اختيار المكان الذي يمكنهم العمل أو العيش فيه، بل يتم معاملتهم كأصل تجاري.
من جهتها، قالت الخبيرة في الترافع حول حقوق الإنسان، جميلة السيوري، إن آلية الاستعراض الدولي الشامل تهدف إلى تحسين وضعية حقوق الإنسان في البلدان المفتحصة لتوفي هذه الدول بالتزاماتها، وكذا لتقييم التطورات الحاصلة في مختلف البلدان في مجال حقوق الإنسان، والوقوف على التحديات الرئيسية التي تعترض هذه الدول، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية.
وأضافت المتحدثة ذاتها أن الترافع حول حقوق الإنسان، خاصة آليات الاستعراض الدوري الشامل، يدفع المجتمع المدني والهيئات الحقوقية إلى التنسيق ضمن استراتيجية للترافع مع بعثات دبلوماسية محلية معتمدة.
من جانبه، أكد النائب البرلماني الأرجنتيني، خواكين أندريس بلانكو، أنه بعد 40 سنة من الحياة الديمقراطية بالأرجنتين، فإن هناك إجماعا على أن الديمقراطية هي النظام الأنسب لتطوير وتنظيم المجتمع، مذكرا بأن الحكم العسكري، الذي امتد لسبع سنوات بالبلاد، أدى إلى انتشار الرعب واختفاء نحو 30 ألف شخص.
وأشار بلانكو إلى أن الشعب الأرجنتيني خاض “كفاحا مريرا” من أجل الانعتاق من الحكم العسكري، من خلال ثلاثة عناصر تتجلى في نضال الشعب الأرجنتيني وتظافر جهود الأحزاب والتعاون الدولي الذي ضغط من أجل استجلاء مصير المعتقلين، مشددا على أهمية النهوض بحقوق الإنسان وتعزيزها بغية بناء دولة تضمن الحقوق والعدالة الاجتماعية.
يشار إلى أن المنتدى الدولي للبرلمانيين الشباب الاشتراكيين والاشتراكيين الديمقراطيين، المنعقد بمراكش ما بين 29 و31 ماي الجاري، تحت شعار “مساهمة البرلمانيين الشباب في تعزيز السياسات العمومية التقدمية والعادلة”، يهدف إلى تشجيع البرلمانيين الشباب على مناقشة القضايا ذات الراهنية وتحليلها واقتراح حلول مبتكرة وفعالة، من خلال استغلال مهاراتهم في استخدام التكنولوجيات الجديدة وشبكات التواصل الاجتماعي لتعبئة وزيادة وعي الأطراف الفاعلة الأخرى حول هذه القضايا المهمة، لا سيما تلك المتعلقة بالعدالة الاجتماعية والبيئة والمساواة بين الجنسين.
كما يروم المنتدى تمكين البرلمانيين الشباب الذين هم في فترة ولايتهم البرلمانية الأولى، من الانفتاح على مختلف المقاربات الدولية، واستلهام الأفكار وإلهام نظرائهم من جميع مناطق العالم، فضلا عن توفير فرصة للتواصل والتعاون في مختلف القضايا والمواضيع التي تهم الاشتراكيين والاشتراكيين الديمقراطيين في جميع أنحاء العالم.