إعداد: يونس قريفة –ومع
باستحواذه على 5,17 في المائة من الأصوات، حرم مرشح اليمين المتطرف، سنان أوغان، الرئيس رجب طيب أردوغان أو خصمه كمال كيليتشدار أوغلو من الفوز خلال الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، مجبرا الغريمين على إعادة التنافس في جولة ثانية يوم 28 ماي الجاري، وذلك لأول مرة في تاريخ الجمهورية التركية.
ومنذ الإعلان عن النتائج يوم الاثنين الماضي، أصبح سنان أوغان (عن تحالف أتا)، الذي فاجئ الجميع بعدد الأصوات التي حصل عليها، على الرغم من أن استطلاعات الرأي كانت تتوقع له نتيجة تتراوح ما بين 1 أو 2 في المائة على أبعد تقدير، محط اهتمام الأوساط السياسية والإعلامية بتركيا، التي تتساءل ما إذا كان أوغان يحمل بين يديه مفتاح الحسم بين أردوغان وكيليتشدار أوغلو.
فقد استطاع أوغان، المعروف بعدائه الشديد للأجانب، واللاجئين السوريين على الخصوص، من استقطاب أصوات المرشح الرابع، محرم إنجه، الذي انسحب من السباق قبل ثلاثة أيام من التصويت، وكذا أصوات أولئك الذين يبحثون عن مشروع سياسي آخر، بعيدا عن أردوغان وكيليتشدار أوغلو.
ومع ما يقرب من مليوني و800 ألف صوت، يمكن لأوغان أن يعزز فرص فوز أي واحد من المرشحين. ويعي جيدا أردوغان (الذي حصل خلال الجولة الأولى على 49,50 في المائة من الأصوات) وكيليتشدار أوغلو (44,89 في المائة) هذا الأمر، حيث دخلا هذا الأسبوع في سباق حقيقي لمحاولة جذب دعم أوغان وأصوات تحالفه.
وكشفت وسائل الإعلام المحلية عن وجود اتصالات مكثفة بين المقربين من أردوغان وكيليتشدار أوغلو، وسنان أوغان، الذي وضع عددا من الشروط قبل الإعلان عن دعمه.
ويوم الثلاثاء، قال أوغان في تصريحات صحفية إنه يشترط احترام “أربعة خطوط حمراء”، أولهما عدم المساس بمواد الدستور التركي التي تنص على القومية العلمانية والديمقراطية، مضيفا أن شرطه الثاني هو إعادة جميع اللاجئين إلى بلدانهم، ولاسيما السوريين الذي يفوق عددهم 3,6 مليونا.
وأضاف ممثل اليمين المتطرف أن الشرط الثالث هو تغيير السياسات الاقتصادية، لاسيما السياسة المتعلقة بخفض البنك المركزي التركي لمعدل الفائدة، مما يساهم في رفع التضخم وفقا له، أما شرطه الرابع فيتعلق بمواصلة الكفاح ضد “الجماعات الإرهابية”. وهنا يشير أوغان إلى تنظيم حزب العمال الكردستاني (بي كي كي) والجماعات التابعة له.
واعتبر عدد من المراقبين أن هذه المطالب “مقبولة” ويمكن أن يلبيها كل من أردوغان وكيليتشدار أوغلو. إلا أن أوغان سبق وأن لمح مساء الاثنين إلى استعداده لدعم كيليتشدار أوغلو “إذا وافق الأخير على إقصاء حزب الشعوب الديمقراطي (المؤيد للأقلية الكردية) من أي تحالف وقطع أي علاقة معه”.
ويرى المراقبون أن التخلي عن التصويت الكردي سيكون “كارثيا” بالنسبة لكيليتشدار أوغلو، الذي حقق نتائج جيدة في المدن والأقاليم ذات الأغلبية الكردية، كما أنه يعول على صوت الأكراد مجددا في الجولة الثانية.
من جهة أخرى، أشارت المصادر الإعلامية إلى أن كيليتشدار أوغلو اقترح إحداث وزارة للهجرة في حال فوزه لكسب دعم أوغان، مع إمكانية منحه منصبا في الحكومة التي سيشكلها، وهو الأمر الذي نفاه أوغان مؤكدا أنه “لم يشرع بعد في مفاوضات جادة مع أي من المرشحين، بما في ذلك منصب محتمل في أي حكومة جديدة”.
ورغم تلميحاته بدعم كيليتشدار أوغلو، إلا أن أوغان وجه انتقادات شديدة اللهجة لمرشح المعارضة وكتلته (تحالف الأمة)، قائلا إنه “أخطأ بتجاهل القوة الحقيقية لتيار اليمين في تركيا” و”فشل تحالفه في كسب ثقة الشعب التركي”.
ويظل إذا المشهد السياسي في تركيا معلقا بإعلان أوغان، الذي وعد بالكشف عن المرشح الذي سيدعمه نهاية الأسبوع الجاري أو بداية الأسبوع القادم، لتفادي عدم اليقين. يذكر أن أوغان، الذي كان عضوا في حزب الحركة القومية (وهو حزب حليف أردوغان) قبل أن يتم طرده في العام 2017 بعد أن رفض دعم الاستفتاء الدستوري الذي غير النظام البرلماني التركي إلى نظام رئاسي، استطاع الترشح في اقتراع 14 ماي بعد أن جمع 100 ألف توقيع.
وكان أوغان، وهو أكاديمي من أصول أذربيجانية، مدعوما في ترشيحه من قبل الزعيم اليميني المتطرف، أوميت أوزداغ، الشخصية المعروفة بتصريحاتها العنصرية.